كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 47 @
فعلم أنه يعنى عمر بن سعد فرجع إلى منزله وأرسل إلى عمر مع ابنه العريان يعرفه ذلك فلما قاله له قال جزى الله أباك خيرا كيف يقتلنى بعد العهود والمواثيق وكان عبد الله بن جعده بن هبيرة أكرم الناس على المختار لقرابته بعلي وكلمه عمر بن سعد ليأخذ له أمانا من المختار ففعل وكتب له المختار أمانا وشرط فيه أن لا يتحدث وعنى بالحديث دخول الخلاء ثم إن عمر بن سعد خرج من بيته بعد عود العريان عنه فأتى حمامه فأخبر مولى له بما كان منه وبأمانه فقال له مولاه وأي حدث أعظم مما صنعت تركت أهلك ورحلك وأتيت إلى ههنا ارجع ولا تجعل عليك سبيلا فرجع وأتى المختار فأخبره بإطلاقه فقال كلا إن في عنقه سلسلة سترده وأصبح المختار فبعث إليه أبا عمرة فأتاه وقال أجب الأمبر فقام عمر فعثر في جبة له فضربه أبو عمرة بسيفه فقتله وأخذ رأسه فأحضره عند المختار فقال المختار لابنه حفص بن عمر وهو جالس عنده أتعرف من هذا قال نعم ولاخير في العيش بعده فأمر به فقتل وقال المختار هذا بحسين وهذا بعلي بن الحسين ولا سواء والله لوقتلت به ثلاثة أرباع قريش ما وفوا أنملة من أنامله
وكان السبب في تهيج المختار على قتله أن يزيد بن شراحيل الأنصاري أتى محمد بن الحنيفة وسلم عليه وجرى الحديث إلى أن تذاكرا المختار فقال ابن الحنفية إنه يزعم أنه لنا شيعة وقتلة الحسين عنده على الكراسي يحدثونه فلما عاد يزيد أخبر المختار بذلك فقتل عمر بن سعد وبعث برأسه ورأس ابنه إلى ابن الحنفية وكتب إليه يعلمه أنه قد قتل من قدر عليه وأنه في طلب الباقين ممن حضر قتل الحسين قال عبد الله بن شريك أدركت أصحاب الأردية المعلمة وأصحاب البرانس السود من أصحاب السواري إذا مر بهم عمر بن سعد قالوا هذا قاتل الحسين وذلك قبل أن يقتله وقال ابن سيرين قال علي لعمر بن سعد كيف وأنت إذا قمت مقاما تخير فيه بين الجنة والنار فتختار النار ثم ان المختار أرسل إلى حكيم بن طفيل الطائي وكان أصاب سلب العباس بن علي ورمى الحسين بسهم وكان يقول تعلق سهمي بسرباله وما ضره فأتاه أصحاب المختار فأخذوه وذهب أهله فشفعوا بعدي بن حاتم فكلمهم عدي فيه فقالوا ذلك إلى المختار فمضى عدي إلى المختار ليشفع فيه وكان المختار قد

الصفحة 47