كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 470 @
يا أمير المؤمنين لو رأيت ما يصنع بنا الوليد فقال بعض من هناك لو رأيت ما صنع بهشام لعلمت أنك في نعمة لا تقوم بشكرها إن هشاما في شغل مما هو فيه عنكم واستعمل الوليد العمال وكتب إلى الآفاق بأخذ البيعة فجاءته بيعتهم وكتب إليه مروان بن محمد ببيعته واستأذنه في القدوم عليه فلما ولي الوليد أجرى على زمني أهل الشام وعميهم وكساهم وأمر لكل انسان منهم بخادم وأخرج لعيالات الناس الطيب والكسوة وزادهم وزاد الناس في العطاء عشرات ثم زاد أهل الشام بعد العشرات عشرة عشرة وزاد الوفود ولم يسأل في شيء إلا وقال
( ضمنت لكم إن لم يعقني عائق ... بأن سماء الضر عنكم ستقلع )
( سيوشك إلحاق معا وزيادة ... وأعطية مني عليكم تبرع )
( فيجمعكم ديوانكم وعطاؤكم ... به تكتب الكتاب شهرا وتطبع )
قال حلم الوادي المغني كنا مع الوليد وأتاه خبر موت هشام وهنئ بولاية الخلافة وأتاه القضيب والخاتم ثم قال فامسكنا ساعة ونظرنا إليه بعين الخلافة فقال غنوني
( طاب يومي ولذ شرب السلافه ... وأتانا نعي من بالرصافه )
( وأتانا البريد ينعى هشاما ... وأتانا بخاتم للخلافة )
( فاصطحبنا من خمر عانة صرفا ... ولهونا بقينة عرافه )
وحلف أن لا يبرح من موضعه حتى يغني في هذا الشعر وشرب عليه ففعلنا ذلك ولم نزل نغني إلى الليل ثم ان الوليد هذه السنة عقد لابنيه الحكم وعثمان البيعة من بعده وجعلهما وليي عهده أحدهما بعد الآخر وجعل الحكم مقدما وكتب بذلك إلى الأمصار العراق وخراسان
$ ذكر ولاية نصر بن سيار خراسان للوليد $
في هذه السنة ولى الوليد نصر بن سيار خراسان كلها وأفرده بها ثم وفد يوسف بن عمر على الوليد فاشترى منه نصرا وعماله فرد إليه الوليد ولاية خراسان

الصفحة 470