@ 472 @
سوط فقال الحريش والله لو أنه تحت قدمي ما رفعتهما عنه فلما رأى ذلك قريش بن الحريش قال لا تقتل أبي وأنا أدلك على يحيى فدله عليه فأخذه نصر وكتب إلى الوليد يخبره فكتب الوليد يأمره أن يؤمنه ويخلي سبيله وسبيل أصحابه فأطلقه نصر وأمره أن يلحق بالوليد وأمر له بألفي درهم فسار إلى سرخس فأقام بها فكتب نصر إلى عبد الله بن قيس بن عباد يأمره أن يسيره عنها فسيره عنها فسار حتى انتهى إلى بيهق وخاف أن يغتاله يوسف بن عمر فعاد إلى نيسابور وبها عمرو بن زرارة وكان مع يحيى سبعون رجلا فرأى يحيى تجارا فأخذ هو وأصحابه دوابهم وقالوا علينا أثمانها فكتب عمرو بن زرارة إلى نصر يخبره فكتب نصر يأمره بمحاربته فقاتله عمرو وهو في عشرة آلاف ويحيى في سبعين رجلا فهزمهم يحيى وقتل عمرا وأصاب دواب كثيرة وسار حتى مر بهراة فلم يعرض لمن بها وسار عنها وسرح نصر بن سيار سالم بن أحوز في طلب يحيى فلحقه بالجوزجان فقاتله قتالا شديدا فرمي يحيى بسهم فأصاب جبهته رماه رجل من عنزة يقال له عيسى فقتل أصحاب يحيى عن آخرهم وأخذوا رأس يحيى وسلبوه قميصه فلما بلغ الوليد قتل يحيى كتب إلى يوسف بن عمر خذ عجيل أهل العراق فأنزله من جذعه يعني زيدا وأحرقه بالنار ثم انسفه باليم نسفا فأمر يوسف به فأحرق ثم رضه وحمله في سفينة ثم ذراه في الفرات وأما يحيى فإنه لما قتل صلب بالجوزجان فلم يزل مصلوبا حتى ظهر أبو مسلم الخراساني واستولى على خراسان فأنزله وصلى عليه ودفنه وأمر بالنياحة عليه في خراسان وأخذ أبو مسلم ديوان بني أمية وعرف منه أسماء من حضر قتل فمن كان حيا قتله ومن كان ميتا خلفه في أهله بسوء وكانت أم يحيى ريطة بنت أبي هاشم عبد الله بن محمد بن الحنفية عباد بضم العين وفتح الباء الموحدة المخففة
$ ذكر ولاية حنظلة افريقية وأبي الخطار الأندلس $
في هذه السنة قدم أبو الخطار حسام بن ضرار الكلبي الأندلس أميرا في رجب وكان أبو الخطار لما تبايع ولاة الأندلس من قيس قد قال شعرا وعرض فيه بيوم مرج راهط وما كان من بلاء كلب فيه مع مروان بن الحكم وقيام القيسيين مع الضحاك بن قيس الفهري على مروان ومن الشعر
( أقادت بنو مروان قيسا دماءنا ... وفي الله ان لم يعدلوا حكم عدل )