كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 474 @
حبيب بن سلمة الفهري فأخربته الروم الآن فبني بناء غير محكم فعاد الروم وأخربوه أيام مروان بن محمد الحمار ثم بناه الرشيد وشحنه بالرجال فلما كانت خلافة المأمون طرقه الروم فشعثوه فأمر المأمون بمرمته وتحصينه ثم قصده الروم أيام المعتصم على ما نذكره ان شاء الله تعالى فإنما سقت خبره ههنا لأني لم أعلم تواريخ حوادثه
وفيها غزا الوليد أخاه الغمر بن يزيد وأمر على جيوش البحر الأسود بن بلال المحاذي وسيره إلى قبرص ليخير أهلها بين المسير إلى الشام أو إلى الروم فاختارت طائفة جوار المسلمين فسيرهم إلى الشام واختار آخرون الروم فسيرهم إليهم وفيها قدم سليمان بن كثير ومالك بن الهيثم ولاهز بن قريظ وقحطبة بن شبيب مكة فلقوا في قول بعض أهل السير محمد بن علي بن عبد الله بن عباس فأخبره بقصة أبي مسلم وما رأوا منه فقال أحر هو أم عبد قالوا أما عيسى فيزعم أنه عبد وأما هو فيزعم أنه حر قال فاشتروه وأعتقوه وأعطوا محمد بن علي مائتي ألف درهم وكسوة بثلاثين ألف درهم فقال لهم ما أظنكم تلقوني بعد عامي هذا فإن حدث بي حدث فصاحبكم ابني ابراهيم فإني أثق به وأوصيكم به خيرا فرجعوا من عنده وقال بعضهم في هذه السنة توفي محمد بن علي بن عبد الله بن عباس في شهر ذي القعدة وهو ابن ثلاث وسبعين سنة وكان بين موته وموت أبيه سبع سنين
وحج بالناس هذه السنة يوسف بن محمد بن يوسف وفيها غزا النعمان بن يزيد بن عبد الملك الصائفة
وفي هذه السنة مات أبو حازم الأعرج وقيل سنة أربعين وقيل سنة أربع وأربعين ومائة
وفي آخر أيام هشام بن عبد الملك توفي سماك بن حرب
وفي هذه السنة توفي القاسم بن ابي بزة واسم أبي بزة يسار وهو من المشهورين بالقراءة واشعث بن أبي الشعثاء سليم بن أسود المحاربي وسيد بن أبي أنيسية الحزري مولى بني كلاب وقيل مولى يزيد بن الخطاب وقيل مولى غني وكان عمره ستا وأربعين سنة وكان فقيها عابدا وكان له أخ اسمه يحيى كان ضعيفا في الحديث وفي أيام هشام مات العرجي الشاعر في حبس محمد بن هشام المخزومي

الصفحة 474