كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 476 @

$ ثم دخلت سنة ست وعشرين ومائة $
$ ذكر قتل خالد بن عبد الله القسري $
في هذه السنة قتل خالد بن عبد الله وقد تقدم ذكر عزله عن العراق وخراسان وكان عمله خمس عشرة سنة فيما قيل ولما عزله هشام قدم عليه يوسف بن عمر واسط فحبسه بها ثم سار يوسف إلى الحيرة وأخذ خالدا فحبسه بها تمام ثمانية عشر شهرا مع أخيه إسماعيل وابنه يزيد بن خالد وابن أخيه المنذر بن أسد استأذن يوسف هشاما في تعذيبه فأذن له مرة واحدة وأقسم لئن هلك ليقتلنه فعذبه يوسف ثم رده إلى حبسه وقيل بل عذبه عذابا كثيرا وكتب هشام إلى يوسف يأمره بإطلاقه في شوال سنة إحدى وعشرين فأطلقه فسار فأتى القرية التي بإزاء الرصافة فأقام بها إلى صفر سنة اثنتين وعشرين وخرج زيد فقتل فكتب يوسف بن عمر إن بني هاشم قد هلكوا جوعا فكانت همة أحدهم قوت عياله فلما ولي خالد العراق أعطاهم الأموال فتاقت أنفسهم إلى الخلافة وما خرج زيد إلا عن رأي خالد فقال هشام كذب يوسف وضرب رسوله وقال لسنا نتهم خالدا في طاعة وسمع خالد فسار حتى نزل دمشق وسار إلى الصائفة وكان على دمشق يومئذ كلثوم بن عياض القشيري وكان يبغض خالدا فظهر في دور دمشق حريق كل ليلة يفعله رجل من أهل العراق يقال له ابن العمرس فإذا وقع الحريق يسرقون وكان أولاد خالد وإخوته بالساحل لحدث كان من الروم فكتب كلثوم إلى هشام يخبره أن موالي خالد يريدون الوثوب على بيت المال وأنهم يحرقون البلد لك ليلة لهذا الفعل فكتب إليه هشام يأمره أن يحبس آل خالد الصغير منهم والكبير وهو إليهم فأنفذوا وأحضر أولاد خالد واخوته من الساحل في الجوامع ومعهم ومواليهم وحبس البنات خالد والنساء والصبيان ثم ظهر علي ابن العمرس ومن كان معه فكتب الوليد بن عبد الرحمن عامل الخراج إلى هشام يخبره

الصفحة 476