كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 480 @
يوسف فقدم يوسف بأموال لم يحمل من العراق مثلها فلقيه حسان النبطي فأخبره أن الوليد يريد أن يولي عبد لملك بن محمد وأشار عليه أن يحمل الرشاء إلى وزرائه ففرق فيهم خمسمائة ألف وقال له حسان اكتب على لسان خليفتك بالعراق كتابا إني كتبت إليك ولا أملك إلا القصر وادخل على الوليد والكتاب معك مختوما واشتر منه خالدا ففعل فأمره الوليد بالعود إلى العراق واشترى منه خالدا القسري بخمسين ألف ألف فدفعه إليه فأخذه معه في محمل بغير وطاء إلى العراق فقال بعض أهل اليمن شعرا على لسان الوليد يحرض على اليمانية وقيل إنها للوليد يوبخ اليمن على ترك نصر خالد
(ألم تهتج فتذكر الوصالا ... وحبلا كان متصلا فزالا)
(بلى فالدمع منك إلى انسجام ... كماء المزن ينسجل انسجالا)
(فدع عنك ادكارك آل سعدى ... فنحن الأكثرون حصى ومالا)
(ونحن المالكون الناس قسرا ... نسومهم المذلة والنكالا)
(وطئنا الأشعري بعز قيس ... فيا لك وطأة لن تستقالا)
(وهذا خالد فينا أسير ... ألا منعوه إن كانوا رجالا)
(عظيمهم وسيدهم قديما ... جعلنا المخزيات له ظلالا)
(فلو كانت قبائل ذات عز ... لما ذهبت صنائعه ضلالا)
(ولا تركوه مسلوبا أسيرا ... يعالج من سلاسلنا الثقالا)
(وكندة والسكون فما استقاموا ... ولا برحب خيولهم الرحالا)
(بها سمنا البرية كل خسف ... وهدمنا السهولة والجبالا)
(ولكن الوقائع ضعضعتهم ... وجدتهم وردتهم شلالا)
(فما زالوا لنا بلدا عبيدا ... نسومهم المذلة والسفالا)
(فأصبحت الغداة علي تاج ... لملك الناس ما يبغي انتقالا)

الصفحة 480