كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 481 @
فعظم ذلك عليهم وسعوا في قتله وازدادوا حنقا وقال حمزة بن بيض في الوليد
(وصلت سماء الضر بالضر بعدما ... زعمت سماء الضر عنا ستقلع)
(فليت هشاما كان حيا يسومنا ... وكنا كما كنا نرجى ونطمع)
وقال أيضا
(يا وليد الخنى تركت الطريقا ... واضحا وارتكبت فجا عميقا)
(وتماديت واعتديت وأسرف ... ت وأغويت وانبعثت فسوقا)
(أبدا هات ثم هات وهاتي ... ثم هاتي حتى تخر صعيقا)
(أنت سكران ما تفيق فما تر ... تق فتقا وقد فتقت فتوقا)
فأتت اليمانية يزيد بن الوليد بن عبد الملك فأرادوه على البيعة فشاور عمر بن يزيد الحكمي فقال له لا يبايعك الناس على هذا وشاور أخاك العباس فإن بايعك لم يخالفك أحد وإن أبى كان الناس له أطوع فإن أبيت إلا المضي على رأيك فأظهر أن أخاك العباس قد بايعك وكان الشام وبيئا فخرجوا إلى البوادي وكان العباس بالقسطل ويزيد بالبادية أيضا بينهما أميال يسيرة فأتى يزيد أخاه العباس فاستشاره فنهاه عن ذلك فرجع وبايع الناس سرا وبث دعاته فدعوا الناس ثم عاود أخاه العباس فاستشاره ودعاه إلى نفسه فزجره وقال إن عبد لمثل هذا لأشدنك وثاقا وأحملنك إلى أمير المؤمنين فخرج من عنده فقال العباس إني لأظنه أشأم مولود في بني مروان وبلغ الخبر مروان بن محمد بأرمينية فكتب إلى سعيد بن عبد الملك بن مروان يأمره أن ينهى الناس ويكفهم ويحذرهم الفتنة ويخوفهم خروج الأمر عنهم فأعظم سعيد ذلك وبعث الكتاب إلى العباس بن الوليد فاستدعى العباس يزيد وتهدده فكتمه يزيد أمره فصدقه وقال العباس لأخيه بشر بن الوليد إني أظن الله قد أذن في هلاككم يا بني مروان ثم تمثل
(إني أعيذكم بالله من فتن ... مثل الجبال تسامى ثم تندفع)
(إن البرية قد ملت سياستكم ... فاستمسكوا بعمود الدين وارتدعوا)

الصفحة 481