كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 482 @
(لا تلحمن ذئاب الناس أنفسكم ... إن الذئاب إذا ما ألحمت رتعوا)
(لا تبقرن بأيديكم بطونكم ... فثم لا حسرة تغني ولا جزع)
فلما اجتمع ليزيد أمره وهو متبد أقبل إلى دمشق وبينه وبين دمشق أربع ليال متنكرا في سبعة نفر على حمير فنزلوا بجرود على مرحلة من دمشق ثم سار فدخل دمشق وقد بايع له أكثر أهلها سرا وبايع أهل المزة وكان على دمشق عبد الملك محمد بن الحجاج فخاف الوباء فخرج منها فنزل قطنا واستخلف ابنه على دمشق وعلى شرطته أبو العاج كثير بن عبد الله السلمي فأجمع يزيد على الظهور فقيل للعامل إن يزيد خارج فلم يصدق وراسل يزيد أصحابه بعد المغرب ليلة الجمعة فكمنوا عند باب الفراديس حتى أذن العشاء فدخلوا فصلوا وللمسجد حرس قد وكلوا بإخراج الناس منه بالليل فلما صلى الناس أخرجهم الحرس وتباطأ أصحاب يزيد حتى لم يبق في المسجد غير الحرس وأصحاب يزيد فأخذوا الحرس ومضى يزيد بن عنبسة إلى يزيد بن الوليد فأعلمه وأخذ بيده فقال قم يا أمير المؤمنين وابشر بنصر الله وعونه فقام وأقبل في اثني عشر رجلا فلما كان عند سوق الحمر لقوا أربعين رجلا من أصحابهم ولقيهم زهاء مائتي رجل فمضوا إلى المسجد فدخلوه وأخذوا باب المقصورة فضربوه فقالوا رسل الوليد ففتح لهم الباب خادم فأخذوه ودخلوا فأخذوا أبا العاج وهو سكران وأخذوا خزائن بيت المال وأرسل إلى كل من كان يحذره فأخذ وقبض محمد بن عبيدة وهو على بعلبك وأرسل بني عذر إلى محمد بن عبد الملك بن محمد بن الحجاج فأخذوه وكان بالمسجد سلاح كثير فأخذوه فلما أصبحوا جاء أهل المزة وتتابع الناس وجاءت السكاسك وأقبل أهل داريا ويعقوب بن محمد بن هانئ العبسي وأقبل عيسى بن شبيب التغلبي في أهل دومة وحرستا وأقبل حميد بن حبيب النخعي في أهل دير مران والأرزة وسطرا وأقبل أهل جرش وأهل الحديثة ودير زكا وأقبل ربعي بن هاشم الحارثي في الجماعة من بني عزة

الصفحة 482