@ 490 @
لسليمان ما الرأي قال ليس لك امام تقاتل معه ولا يقاتل أهل الشام معك ولا آمن عليك منصورا وما الرأي إلا أن تلحق بشامك قال فكيف الحيلة قال تظهر الطاعة ليزيد وتدعو له في خطبتك فإذا قرب منصور تستخفي عندي وتدعه والعمل ثم مضى سليمان إلى عمرو بن محمد بن سعيد بن العاص فأخبره بأمره وسأله أن يواري يوسف بن عمر عنده ففعل فانتقل يوسف إليه قال فلم ير رجل كان مثل عتوه خاف خوفه
وقدم منصور الكوفة فخطبهم وذم الوليد ويوسف وقامت الخطباء فذموهما معه فأتى عمرو بن محمد إلى يوسف فأخبره لا يذكر رجلا ممن ذكره بسوء الا قال لله علي أن أضربه كذا وكذا سوطا فجعل عمرو يتعجب من طمعه في الولاية وتهدده الناس وسار يوسف من الكوفة سرا إلى الشام فنزل البلقاء فلما بلغ خبره يزيد بن الوليد وجه إليه خمسين فارسا فعرض رجل من بني نمير ليوسف فقال يا ابن عمر أنت والله مقتول فأطعني وامتنع قال لا قال فدعني أقتلك أنا ولا تقتلك هذه اليمانية فتغيظنا بقتلك قال ما لي فما عرضت جنان قال فأنت أعلم فطلبه المسيرون لأخذه فلم يروه فهددوا ابنا له فقال انه انطلق إلى مزرعة له فساروا في طلبه فلما أحس بهم هرب وترك نعليه ففتشوا عليه فوجدوه بين نسوة قد ألقين عليه قطيفة خز وجلسن على حواشيها حاسرات فجروا برجله وأخذوه وأقبلوا به إلى يزيد فوثب عليه بعض الحرس فأخذ بلحيته ونتف بعضها وكان من أعظم الناس لحية وأصغرهم قامة فلما أدخل على يزيد قبض على لحية نفسه وهي إلى سرته فجعل يقول يا أمير المؤمنين نتفت والله لحيتي فما أبقي فيها شعرة فأمر به فحبس بالخضراء فأتاه انسان فقال له أما تخاف أن يطلع عليك بعض من قد وترت فيلقي عليك حجرا فيقتلك فقال ما فطنت لهذا فأرسل إلى يزيد يطلب منه أن يحول إلى حبس غير الخضراء وإن كان أضيق منه فعجب من حمقه فنقله وحبسه مع ابني الوليد فبقي في الحبس ولاية يزيد وشهرين وعشرة أيام من ولاية ابراهيم فلما قرب مروان من دمشق ولى قتلهم يزيد بن خالد القسري مولى لأبيه خالد يقال له أبو الأسد ودخل منصور بن جمهور لأيام خلت من رجب فأخذ بيوت الأموال وأخرج العطاء والأرزاق وأطلق من كان في السجون من العمال وأهل الخراج وبايع ليزيد بالعراق وأقام بقية رجب وشعبان ورمضان وانصرف لأيام بقين منه