كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 491 @

$ ذكر امتناع نصر بن سيار على منصور $
وفي هذه السنة امتنع نصر ين سيار بخراسان من تسليم عمله لعامل منصور بن جمهور وكان يزيد ولاها منصورا مع العراق وقد ذكرنا فيما تقدم ماكان من كتاب يوسف بن عمر إلى نصر بالمسير اليه ومسير نصر وتباطؤه وما معه من الهدايا فأتاه قتل الوليد فرجع نصر ورد تلك الهدايا وأعتق الرقيق وقسم حسان الجواري في ولده وخاصته وقسم تلك الآنية في عوام الناس ووجه العمال وأمرهم بحسن السيرة واستعمل منصور أخاه منصورا على الري وخراسان فلم يمكنه نصر من ذلك وحفظ نفسه والبلاد منه ومن أخيه
$ ذكر الحرب بين أهل اليمامة وعاملهم $
لما قتل الوليد بن يزيد كان على اليمامة علي بن المهاجر استعمله عليها يوسف بن عمر فقال له المهير بن سلمى بن هلال أحد بني الدؤل بن حنيفة اترك لنا بلادنا فأبى فجمع له المهير وسار إليه وهو في قصره بقاع هجر فالتقوا بالقاع فانهزم علي حتى دخل قصره ثم هرب إلى المدينة وقتل المهير ناسا من أصحابه وكان يحيى بن أبي حفص نهى ابن المهاجر عن القتال فعصاه فقال
( بذلت نصيحتي لبني كلاب ... فلم تقبل مشاورتي ونصحي )
( فدى لبني حنيفة من سواهم ... فإنهم فوارس كل فتح )
وقال شقيق بن عمرو السدوسي
( إذا أنت سلمت المهير ورهطه ... أمنت من الأعداء والخوف والذعر )
( فتى راح يوم القاع روحة ماجد ... أراد بها حسن السماع مع الأجر )
وهذا يوم القاع وتأمر المهير على اليمامة ثم إنه مات واستخلف على اليمامة عبد الله بن النعمان أحد بني قيس بن ثعلبة بن الدؤل فاستعمل عبد الله بن النعمان المندلث بن ادريس الحنفي على الفلج وهي قرية من قرى بني عامر بن صعصعة وقيل هي لبني تميم فجمع له بنو كعب بن ربيعة بن عامر ومعهم بنو عقيل وأبو الفلج المندلث وقاتلهم فقتل المندلث وأكثر أصحابه ولم يقتل من أصحاب بني عامر كثير

الصفحة 491