@ 494 @
واستعمل عليه بعده عبد الله بن عمر بن عبد العزيز وقال له لما ولاه سر إلى العراق فإن أهله يميلون إلى أبيك فقدم إلى العراق وقدم بين يديه رسلا إلى من بالعراق من قواد الشام وخاف أن لا يسلم إليه منصور العمل فانقاد له أهل الشام وسلم إليه منصور العمل وانصرف إلى الشام ففرق عبد الله العمال وأعطى الناس أرزاقهم وأعطياتهم فنازعه قواد أهل الشام وقالوا تقسم على هؤلاء فيئنا وهن عدونا فقال لأهل العراق إني أريد أن أرد فيئكم عليكم وعلمت أنكم أحق به فنازعني هؤلاء فاجتمع أهل الكوفة بالجبانة فأرسل إليهم أهل الشام يعتذرون وثار غوغاء الناس من الفريقين فأصيب منهم رهط لم يعرفوا واستعمل عبد الله بن عمر على شرطته عمر بن الغضبان القبعثري وعلى خراج السواد والمحاسبات أيضا
$ ذكر الاختلاف بين أهل خراسان $
وفي هذه السنة وقع الاختلاف بخراسان بين النزارية واليمانية وأظهر الكرماني الخلاف لنصر بن سيار وكان السبب في ذلك أن نصرا رأى الفتنة قد ثارت فرفع حاصل بيت المال وأعطى الناس بعض اعطياتهم ورقا وذهبا من الآنية التي كان اتخذها للوليد فطلب الناس منه العطاء وهو يخطب فقال نصر إياكم والمعصية وعليكم بالطاعة والجماعة فوثب أهل السوق إلى أسواقهم فغضب نصر وقال مالكم عندي عطاء ثم قال كأني بكم وقد نبع من تحت أرجلكم شر لا يطاق وكأني بكم مطرحين في الأسواق كالجزر المنحورة إنه لم تطل ولاية رجل إلا ملوها وأنتم يا أهل خراسان مسلحة في نحور العدو فإياكم ان يختلف فيكم سفيان إنكم تريشون أمرا بريدون به الفتنة ولا أبقى الله الفتنة ولا أبقى الله عليكم لقد نشرتكم وطويتم فما عندي منكم عشرة وإني وإياكم كما قيل
( استمسكوا أصحابنا بحدوبكم ... فقد عرفنا خيركم وشركم )
فاتقوا الله فوالله لئن اختلف فيكم سفيان ليتمنين أحدكم أنه ينخلع من ماله وولده يا أهل خراسان إنكم قد غمصتم الجماعة وركنتم إلى الفرقة اسلطان المجهول تريدون وتنتظرون ان فيه لهلاككم معشر العرب ثم تمثل بقول النابغة الذبياني
( فإن يغلب شقاؤكم عليكم ... فإني في صلاحكم سعيت )