@ 495 @
وقدم على نصر عهده على خراسان من عبد الله بن عمر بن عبد العزيز فقال الكرماني لأصحابه الناس في فتنة فانظروا لأموركم رجلا وإنما سمي الكرماني لأنه ولد بكرمان واسمه جديع بن علي الأزدي المعني فقالوا له أنت لنا وقالت المضرية لنصر إن الكرماني يفسد عليك الأمور فأرسل غليه فاقتله أو احبسه فقال لا ولكن لي أولاد ذكور واناث فأزوج بني من بناته وبناتي من بنيه قالوا لا قال فابعث إليه بمائة ألف درهم وهو بخيل ولا يعطي أصحابه شيئا منها فيتفرقون عنه قالوا لا هذه قوة له ولم يزالوا به حتى قالوا له ان الكرماني لو لم يقدر على السلطان والملك إلا بالنصرانية واليهودية لتنصر وتهود وكان نصر والكرماني متصافين وكان الكرماني قد أحسن إلى نصر في ولاية أسد بن عبد الله فلما ولي نصر عزل الكرماني عن الرياسة وولاها غيره فتباعد ما بينهما فلما اكثروا على نصر في أمر الكرماني عزم على حبسه فأرسل صاحب حرسه ليأتيه به فأرادت الازد أن تخلصه من يده فمنعهم من ذلك وسار مع صاحب الحرس إلى نصر وهو يضحك فلما دخل عليه قال له نصر يا كرماني ألم يأتني كتاب يوسف بن عمر بقتلك فراجعته وقلت شيخ خراسان وفارسها فحقنت دمك قال بلى قال ألم أغرم عنك ما كان لزمك من الغرم وقسمته في أعطيات الناس قال بلى قال ألم أرئس ابنك عليا على كره من قومك قال بلى قال فبدلت ذلك اجماعا على الفتنة قال الكرماني لم يقل الأمير شيئا إلا وقد كان أكثر منه وأنا لذلك شاكر وقد كان مني أيام أسد ما قد علمت فليتأن الأمير فلست أحب الفتنة فقال سالم بن أحوز اضرب عنقه ايها الأمير فقال عصمة بن عبد الله الاسدي للكرماني إنك تريد الفتنة وما لا تناله فقال المقدام وقدامة ابنا عبد الرحمن بن نعيم العامري لجلساء فرعون خير منكم إذ قالوا أرجه وأخاه والله لا يقتل الكرماني بقولكما فأمر بضربه وحبس في القهندز لثلاث بقين من شهر رمضان سنة ست وعشرين ومائة فتكلمت الأزد فقال نصرإني حلفت أن أحبسه ولا يناله مني سوء فإن خشيتم عليه فاختاروا رجلا يكون معه فاختاروا يزيد النحوي فكان معه فجاء رجل من أهل نسف فقال لآل الكرماني ما تجعلون لي ان اخرجته قالوا كل ما سألت فأتى مجرى الماء في القهندز فوسعه وقال لولد الكرماني اكتبوا إلى أبيكم