كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 496 @
يستعد الليلة للخروج فكتبوا إليه وادخلوا الكتاب في الطعام فتعشى الكرماني ويزيد النحوي وخضر بن حكيم وخرجا من عنده ودخل الكرماني السرب فانطوت على بطنه حية فلم تضره وخرج من السرب وركب فرسه البشير والقيد في رجله فأتوا به عبد الملك بن حرملة فأطلق عنه وقيل بل خلص الكرماني مولى له رأى خرقا في القهندز فوسعه وأخرجه فلم يصل الصبح حتى اجتمع معه زهاء ألف ولم يرتفع النهار حتى بلغوا ثلاثة آلاف وكانت الأزد قد بايعوا عبد الملك بن حرملة على كتاب الله وسنة رسوله فلما خرج الكرماني قدمه عبد الملك فلما هرب الكرماني عسكر نصر بباب مرو الروذ وخطب الناس فنال من الكرماني فقال ولد بكرمان فكان كرمانيا ثم سقط إلى هراة فصار هرويا والساقط بين الفراشين لا أصل ثابت ولا فرع نابت ثم ذكر الازد فقال ان يستوثقوا فهم أذل قوم وان تابوا فهم كما قال الأخطل
( ضفادع في ظلماء ليل تجاوبت ... فدل عليها صوتها حية البحر )
ثم ندم على فرط منه فقال اذكروا الله فإنه خير لا شر فيه ثم اجتمع إلى نصر بشر كثير فوجه سالم بن أحوز في المجففه إلى الكرماني فسفر الناس بين نصر والكرماني وسألوا نصرا أن يؤمنه ولا يحبسه وجاء الكرماني فوضع يده في يد نصر فأمره بلزوم بيته ثم بلغ الكرماني عن نصر شيء فخرج إلى قرية له فخرج نصر فعسكر بباب مرو فكلموه فيه فأمنه وكان رأي نصر إخراجه من خراسان فقال له سالم بن أحوز إن أخرجته ووهنت بأسه قال الناس إنما أخرجه لأنه هابه فقال نصر إن الذي اتخوفه منه إذا خرج أيسر مما أتخوفه منه وهو مقيم والرجل إذا نفي عن بلده صغر أمره فأبوا عليه فأمنه وأعطى أصحابه عشرة عشرة وأتى الكرماني نصرا فأمنه فلما عزل ابن جمهور عن العراق وولي عبد الله بن عمبر بن عبد العزبز في شوال سنة ست وعشرين خطب نصر وذكر ابن جمهور وقال قد علمت أنه لم يكن من عمال العراق وقد عزله الله واستعمل الطيب ابن الطيب فغضب الكرماني لابن جمهور وعاد في جمع الرجال واتخاذ السلاح فكان يحضر الجمعة في ألف وخمسمائة وأكثر وأقل فيصلي خارج المقصورة ثم يدخل فيسلم على نصر ولا يجلس ثم ترك اتيان نصر وأظهر الخلاف فأرسل اليه نصر مع سالم بن أحوز يقول له إني والله ما أردت بحبسك سوءا ولكن خفت فسادا من الناس فأتني فقال لولا انك في منزلي لقتلتك ارجع إلى ابن الأقطع

الصفحة 496