كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 497 @
وأبلغه ما شئت من خير أو شر فرجع إلى نصر فأخبره فلم يزل يرسل إليه مرة بعد أخرى فكان آخر ما قاله له الكرماني إني لا آمن أن يحملك قوم على غير ما تريد فتركب منا ما لا بقية بعده فإن شئت خرجت عنك لا من هيبة لك ولكن أكره أن أشأم أهل هذه البلدة وأسفك الدماء فيها فتهيأ للخروج إلى جرجان المعنى بفتح الميم وسكون العين المهملة وبعدها نون نسبة إلى قبيلة من الأزد
$ ذكر خبر الحرث بن سريج وأمانه $
وفي هذه السنة أومن الحرث بن سريج وهو ببلاد الترك وكان مقامه عندهم اثنتي عشرة سنة وأمر بالعود إلى خراسان وكان السبب في ذلك أن الفتنة لما وقعت بخراسان بين نصر والكرماني خاف نصر قدوم الحرث عليه في أصحابه والترك فيكون أشد عليه من الكرماني وغيره وطمع أن يناصحه فأرسل إليه مقاتل بن حيان النبطي وغيره ليردوه من بلاد الترك وسار خالد بن زياد الترمذي وخالد بن عمرو مولى بني عامر إلى يزيد بن الوليد فأخذا للحرث منه أمانا فكتب له أمانه وأمر نصر أن يرد عليه ما أخذ له وأمر عبد الله بن عمر بن عبد العزيز عامل الكوفة بذلك أيضا فأخذا الأمان وسار إلى الكوفة ثم إلى خراسان فأرسل نصر إليه فلقيه الرسول وقد رجع مع مقاتل بن حيان وأصحابه فوصل إلى نصر وقال بمرو الروذ ورد نصر عليه ما أخذ له وكان عوده سنة سبع وعشرين ومائة
$ ذكر شيعة بني العباس $
في هذه السنة وجه ابراهيم بن محمد الامام أبا هاشم بكير بن ماهان إلى خراسان وبعث معه بالسيرة والوصية فقدم مرو وجمع النقباء والدعاة فنعى إليهم محمد بن علي ودعاهم إلى ابنه ابراهيم ودفع إليهم كتابه فقبلوه ودفعوا إليه ما اجتمع عندهم من نفقات الشيعة فقدم بها بكير على إبراهيم
$ ذكر بيعة ابراهيم بن الوليد بالعهد $
وفي هذه السنة أمر يزيد بن الوليد بالبيعة لأخيه ابراهيم ومن بعده لعبد العزيز بن

الصفحة 497