@ 502 @
الياس عليه فاتفق جماعة من وجوه القيروان معه على أن يقتلوا عبد الرحمن ويولوه ويعيدوا الدعاء للمنصور فبلغ عبد الرحمن فأمر أخاه الياس بالمسير إلى تونس فتجهز ودخل إليه يودعه ومعه أخوه عبد الوارث فلما دخلا على عبد الرحمن قتلاه وكان قتله في ذي الحجة سنة سبع وثلاثين ومائة وكانت إمارته على افريقية عشر سنين وسبعة أشهر ولما قتل ضبط الياس أبواب الدار ليأخذ ابنه حبيبا فلم يظفر به وهرب حبيب إلى تونس واجتمع بعمه عمران بن حبيب وأخبره بقتل أبيه وسار الياس إليهما واقتتلوا قتالا يسيرا ثم اصطلحوا على أن يكون لحبيب فقصة وقسطيلة ونفزة ويكون لعمران تونس وصطفورة والجزيرة ويكون سائر افريقية لالياس وكان هذا الصلح سنة ثمان وثلاثين ومائة فلما اصطلحوا سار حبيب بن عبد الرحمن إلى عمله ومضى الياس مع أخيه عمران إلى تونس فغدر بعمران أخيه وقتله وأخذ تونس وقتل بها جماعة من أشراف العرب وعاد إلى القيروان فلما استقر بها بعث بطاعته إلى المنصور مع وفد منهم عبد الرحمن بن زياد بن أنعم قاضي افريقية
ثم سار حبيب إلى تونس فملكها فسار إليه إلياس واقتتلوا قتالا ضعيفا فلما جنهم الليل ترك حبيب خيامه وسار جريدة إلى القيروان فدخلها وأخرج من في السجن وكثر جمعه ورجع الياس في طلبه ففارقه أكثر أصحابه وقصدوا حبيبا فعظم جيشه وخرج إليه فالتقيا فغدر أصحاب الياس وبرز حبيب بين الصفين فقال له لم نقتل صنائعنا وموالينا ولكن ابرز أنت إلي فأينا قتل صاحبه استراح منه فتوقف الياس ثم برز إليه فاقتتلا قتالا شديدا فكسر فيه رمحاهما ثم سيفاهما ثم ان حبيبا عطف عليه فقتله ودخل القيروان وكان ذلك سنة ثمان وثلاثين ومائة وهرب إخوة الياس إلى بطن من البربر يقال لهم ورفجومة فاعتصموا بهم فسار إليهم حبيب فقاتلهم فهزموه فسار إلى قابس وقوي أمر ورفجومة حينئذ وأقبلت البربر إليهم والخوارج وكان مقدم ورفجومة رجلا اسمه عاصم بن جميل وكان قد ادعى النبوة والكهانة فبدل الدين وزاد الصلاة وأسقط ذكر النبي من الأذان فجهز عاصم من عنده من العرب على قصد القيروان وأتاه رسل جماعة من أهل القيروان يدعونه إليهم وأخذوا عليه العهود والمواثيق بالحماية والصيانة والدعاء للمنصور فسار إليهم عاصم في البربر والعرب فلما قاربوا القيروان خرج من بها لقتالهم فاقتتلوا وانهزم أهل القيروان ودخل عاصم ومن معه القيروان فاستحلت ورفجومة المحرمات وسبوا النساء والصبيان وربطوا دوابهم في الجامع