كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 503 @
وأفسدوا فيه ثم سار عاصم يطلب حبيبا وهو بقابس فادركه واقتتلوا وانهزم حبيب إلى جبل اوراس فاحتمى به وقام بنصره من به ولحق به عاصم فالقوا واقتتلوا فانهزم عاصم وقتل هو واكثر أصحابه وسار حبيب إلى القيروان فخرج إليه عبد الملك بن أبي الجعد وقد قام بأمر ورفجومة بعد قتل عاصم فاقتتل هو وحبيب فانهزم حبيب وقتل هو وجماعة من أصحابه في المحرم سنة أربعين ومائة وكانت امارة عبد الرحمن بن حبيب على افريقية عشر سنين وأشهرا وإمارة اخيه الياس سنة وستة أشهر وأمارة ابنه حبيب ثلاث سنين
$ ذكر اخراج ورفجومة من القيروان $
ولما قتل حبيب بن عبد الرحمن عاد عبد الملك بن أبي الجعد إلى القيروان وفعل ما كان يفعله عاصم من الفساد والظلم وقلة الدين وغير ذلك ففارق القيروان أهلها فاتفق أن رجلا من الاباضية دخل القيروان لحاجة له فرأى ناسا من الورفجوميين قد أخذوا امرأة قهرا والناس ينظرون فادخلوها الجامع فترك الاباضي حاجته وقصد أبا الخطاب عبد الاعلى بن السمح المعافري فاعلمه ذلك فخرج أبو الخطاب وهو يقول بيتك اللهم بيتك فاجتمع إليه أصحابه من كل مكان وقصدوا طرابلس الغرب واجتمع اليه الناس من الاباضية والخوارج وغيرهم وسير اليهم عبد الملك مقدم ورفجومة جيشا فهزموه وساروا إلى القيروان فخرجت إليهم ورفجومة واقتتلوا واشتد القتال فانهزم أهل القيروان الذين مع ورفجومة وخذلوهم فتبعهم ورفجومة في الهزيمة وكثر القتل فيهم وقتل عبد الملك الورفجومي وتبعهم أبو الخطاب يقتلهم حتى أسرف فيهم وعاد إلى طرابلس واستخلف على القيروان عبد الرحمن بن رستم الفارسي وكان قتل ورفجومة في صفر سنة إحدى وأربعين ثم ان جماعة كثيرة من المسودة سيرهم محمد بن الاشعث الخزاعي أمير مصر للمنصور إلى طرابلس لقتال أبي الخطاب وعليهم أبو الأحوص عمر بن الاحوص العجلي فخرج إليهم أبو الخطاب وقاتلهم وهزمهم سنة اثنتين وأربعين فعادوا إلى مصر واستولى أبو الخطاب على سائر افريقية فسير إليه المنصور محمد بن الاشعث الخزاعي أميرا على افريقية فسار من مصر سنة ثلاث وأربعين فوصل إليها في خمسين ألفا ووجه معه الاغلب بن سالم التميمي وبلغ أبا الخطاب مسيره فجمع أصحابه من كل ناحية فكثر جمعه وخافه ابن

الصفحة 503