كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 55 @
قد كتبت إلى عبد الملك فإذا جاءني جوابه بايعت وكان عبد الملك كتب إلى الحجاج يوصيه بابن الحنفية فتركه
فلما قدم رسول ابن الحنفية وهو أبو عبد الله الجدلي ومعه كتاب عبد الملك بأمانة وبسط حقه وتعظيم أهله حضر عند الحجاج وبايع لعبد الملك بن مروان وقدم عليه الشام وطلب منه أن لا يجعل للحجاج عليه سبيلا فأزال حكم الحجاج عنه وقيل أن ابن الزبير أرسل إلى ابن عباس وابن الحنفية أن يبايعا فقالا حتى يجتمع الناس على إمام ثم نبايع فإنك في فتنة فعظم الأمر بينهما وغضب من ذلك وحبس ابن الحنيفة في زمزم وضيق على ابن عباس في منزله وأراد إحراقهما فأرسل المختار جيشا كما تقدم فأزال عنهما ضرر ابن الزبير فلما قتل المختار قوي عليهما ابن الزبير وقال لا تجاوراني فخرجا إلى الطائف وأرسل ابن عباس ابنه عليا إلى عبد الملك بالشام وقال لأن يربني بنو عمي أحب إلي من أن يربني رجل من بني أسد يعني ببني عمه بني أمية لأنهم جميعهم من ولد عبد مناف ويعني برجل من بني أسد ابن الزبير فإنه من بني أسد بن عبد العزى بن قصي ولما وصل علي بن عبد الله بن عباس إلى عبد الملك سأله عن اسمه وكنيته فقال اسمي علي والكنية أبو الحسن فقال لا يجتمع هذا الاسم وهذه الكنية في عسكري أنت أبو محمد ولما وصل ابن عباس إلى الطائف توفي به وصلى عليه ابن الحنفية
$ ذكرالفتنة بخراسان $
في هذه السنة كان حصار عبد الله بن خازم من كان بخراسان من بني تميم بسبب قتلهم ابنه محمدا وقد تقدم ذكره فلما تفرقت بنو تميم بخراسان على ما تقدم أتى قصره قريبا عدة من فرسانهم ما بين السبعين إلى الثمانين فولوا أمرهم عثمان بن بشر بن المحتفز المازني ومعه شعبة بن ظهير النهشلي وورد بن الفلق العنبري وزهير بن ذؤيب العدوي وجيهان بن مشجعة الضبي والحجاج بن ناشب العدوي ورقية بن الحر في فرسان من تميم وشجعانهم فحاصرهم ابن خازم فكانوا يخرجون إليه فيقالتلونه ثم يرجعون إلى القصر فخرج ابن خازم يوما في ستة آلاف وخرج إليه أهل القصر فقال لهم عثمان بن بشر ارجعوا فلن تطيقوه فحلف زهير بن

الصفحة 55