@ 56 @
ذؤيب بالطلاق أنه لا يرجع حتى يتعرض صفوفهم فاستبطن نهرا قد يبس فلم يشعر به أصحاب عبد الله حتى حمل عليهم فحط أولهم على آخرهم واستدار وكر راجعا واتبعوه يصيحون به ولم يجسر أخد ينزل إليه حتى رجع إلى موضعه فحمل عليهم فأفرجوا له حتى رجع فقال ابن خازم لآصحابه إذا طاعنتم زهيرا فاجعلوا في رماحكم كلابيب ثم علقوها في سلاحه فخرج إليهم يوما فطاعنهم فاعلقوا فيه أربعة أرماح بالكلاليب فالتفت إليهم ليحمل عليهم فاضطربت أيديهم وخلوا رماحهم فعاد يجر أربعة أرماح حتى دخل القصر فأرسل ابن خازم إلى زهير يضمن له مائة ألف وميسان طعمة ليناصحه فلم يجبه فلما طال الحصار عيهم أرسلوا إلى ابن خازم ليمكنهم من الخروج ليتفرقوا فقال لا إلا على حكمي فأجابوا إلى ذلك فقال زهير ثكلتكم أمهاتكم والله ليقتلنكم عن آخركم وإن طبتم بالموت نفسا فموتوا إكراما اخرجوا ثم جميعا فإما أن تموتوا كراما وإما أن ينجو بعضكم ويهلك بعضكم وايم الله لئن شددتم عليهم شدة صادقة ليفرجن لكم فإن شئتم كنت أمامكم وإن شئتم كنت خلفكم فأبوا عليه فقال سأريكم ثم خرج هو ورقية بن الحر وغلام تركي وابن ظهير فحملوا على القوم حملة منكرة فأفرجوا لهم فمضوا فأما زهير فرجع ونجا أصحابه فلما رجع زهير إلى من بالقصر قال قد رأيتم أطيعوني قالوا إنا نضعف عن هذا ونطمع في الحياة لا أكون أعجزكم عند الموت فنزلوا على حكم ابن خازم فأرسل إليهم فقيدهم وحملوا إليه رجلا رجلا فأراد أن يمن عليهم فأبى عليه ابنه موسى وقال له إن عفوت عنهم قتلت نفسي فقتلتهم إلا ثلاثة أحدهم الحجاج بن ناشب فشفع فيه بعض من معه فأطلقه والآخر جيهان بن مشجعة الضبي الذي ألقى نفسه على محمد بن عبد الله كما تقدم والآخر رجل من بني سعد من تميم وهوالذي رد الناس عن ابن خازم يوم لحقوه وقال انصرفوا عن فارس مضر وقال ولما أرادوا حمل زهير بن ذؤيب وهو مقيد أبى واعتمد على رمحه فوثب الخندق ثم أقبل إلى ابن خازم يحجل في قيوده فجلس بين يديه فقال له ابن خازم كيف شكرك إن أطلقتك وأطعمتك ميسان قال لو لم تصنع بي إلا حقن دمي لشكرتك فلم يمكنه ابنه موسى من إطلاقه فقال له أبوه ويحك نقتل مثل زهير من لقتال عدو المسلمين من لحمى نساء العرب فقال والله لو شركت في دم أخي لقتلتك فأمر بقتله فقال زهير إن