كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 57 @
لي حاجة لا تقتلني ويخاط دمي بدماء هولاء اللئام فقد نهيتهم عما صنعوا وأمرتهم أن يموتوا كراما ويخرجوا عليكم مصلتين وايم الله لو فعلوا لذعروا بنيك هذا وشغلوه بنفسه عن طلب ثأر أخيه فأبوا ولو فعلوا ما قتل منهم رجل حتى يقتل رجالا فأمر به ابن خازم فقتل ناحية فلما بلغ الحريش قتلهم قال
( أعاذل إني لم ألم في قتالهم ... وقد عض سيفي كبشهم ثم صمما )
( أعاذل ما وليت حتى تبددت ... رجال وحتى لم أجد متقدما )
( أعاذل أفناني السلاح ومن يطل ... مقارعة الأبطال يرجع مكلما )
( أعيني إن أنزفتما الدمع فاسكبا ... دما لازما لي دون أن تنكفا دما )
( أبعد زهير وابن بشر متابعا ... ووررد أرجي في خراسان مغنما )
( أعاذل كم من يوم حرب شهدته ... أكر إذا ما فارس السوء أحجما ) يعني زهير بن ذؤيب وابن بشر هو عثمان وورد بن الفلق
$ ذكر مسيرة ابن الأشتر إلى قتال ابن زياد $
وفي هذه السنة لثمان بقين من ذي الحجة سار إبراهبم بن الأشتر لقتال عبيد الله بن زياد وكان مسيره بعد فراغ المختار من وقعه السبيع بيومين وأخرج المختار معه فرسان أصحابه ووجوههم وأهل البصائر منهم ممن له تجربة وخرج معه المختار يشيعه فلما بلغ دير عبد الرحمن بن أم الحكم لقيه أصحاب المختار معهم الكرسي يحملونه على بغل أشهب وهم يدعون الله له بالنصر ويستنصرونه وكان سادن الكرسي حوشب البرسمي فلما رآهم المختار قال
( أما ورب المرسلات عرفا )
( ليقتلن بعد صف صفا )
( وبعد ألف قاسطين ألفا )
ثم ودعه المختار وقال له خذ عني ثلاثا خف الله عز وجل في سر أمرك وعلانيتك وعجل السير وإذا لقيت عدوك فناجزهم ساعة تلقاهم ورجع المختار وسار إبراهيم فانتهى إلى أصحاب الكرسي وهم عكوف عليه قد رفعوا أيديهم إلى

الصفحة 57