@ 58 @
السماء يدعون الله تعالى فقال إبراهيم اللهم لا تؤاخذنا بما فعل السفهاء منا هذه سنة بني اسرائيل والذي نفسي بيده إذ عكفوا على عجلهم ثم رجعوا وسار إلى قصده
$ ذكر حال الكرسي الذي كان المختار يستنصر به $
قال الطفيل بن جعدة بن هبيره أضقنا إضافة شديدة فخرجت يوما فإذا جار لي زيات عنده كرسي ركبه الوسخ فقلت في نفسي لو قلت للمختار في هذا شيئا فأخذته من الزيات وغسلته فخرج عود نضار قد شرب الدهن وهو يبض قال فقلت للمختار إني كنت أكتمك شيئا وقد بدا لي أن أذكره لك ان أبي جعدة كان يجلس على كرسي عندنا ويروى أن فيه أثرا من علي قال سبحان الله أخرته إلى هذا الوقت ابعث به فأحضرته عنده وقد غشي فأمر لي باثني عشر ألفا ثم دعا الصلاة جامعة فاجتمع الناس فقال المختار إنه لم يكن في الأمم الخالية أمر إلا وهو كائن في هذه الأمة مثله وإنه كان في بني أسرائيل التابوت وإن هذا فينا مثل التابوت فكشفوا عنه وقامت السبئية فكبروا ثم لم يلبثوا أن أرسل المختار الجند لقتال ابن زياد وخرج بالكرسي على بغل وقد غشي فقتل أهل الشام مقتلة عظيمة فزادهم ذلك تعيبة وقيل إن المختار قال لآل جعدة بن هبيرة وكانت أم جعدة أم هانئ أخت علي بن أبي طالب لأبويه ائتوني بكرسي علي فقالوا والله ما هو عندنا فقال لا تكونن حمقى اذهبوا فأتوني به قال فظنوا أنهم لا يأتونه بكرسي إلا قال هذا هو وقبله منهم فأتوه بكرسي وقبضه منهم وخرجت شبام وشاكر ورؤوس أصحاب المختار وقد جعلوا عليه الحرير وكانا أول من سدنه موسى بن أبي موسى الأشعري كان يلم بالمختار لأن أمه أم كلثوم بنت الفضل بن العباس فعتب الناس على موسى فتركه وسدنه خوشب البرسمي حتى هلك المختار وقال أعشى همدان في ذلك شعرا
( شهدت عليكم أنكم سبئية ... وإني بكم يا شرطة الشرك عارف )