@ 61 @
وأذكى ابن الاشتر ضرسه ولم يدخل عينه عمض حتى إذا كان السر الأول عبى أصحابه وكتب كتائبه وأمر أمراءه فجعل سفيان ين يزيد الأزدي على ميمنته وعلي بن مالك الجشمي على مسيرته وهو أخو أبي الأحوص وجعل عند الرحمن بن عبد الله وهو أخو إبراهيم بن الأشتر لامه على الخيل وكانت خيله قليلة وجعل الطفيل بن لقيط على الرجالة وكانت رايته مع مزاحم بن مالك فلما انفجر الفجر صلى الصبح بغلس ثم خرج فصف أصحابه وألحق كل أمير بمكانه ونزل إبراهيم يمشي ويحرض الناس ويمنيهم الظفر وسار بهم رويدا فأشرف على تل عظيم مشرف على القوم فجلس عليه وإذ أولئك القوم لم يتحرك منهم أحد فأرسل عبد الله بن زهير السلولي ليأتيه بخبر القوم فعاد إليه وقال له قد خرج القوم على دهش وفشل لقيني رجل منهم وليس له كلام ألا يا شيعة أبي تراب يا شيعة المختار الكذاب قال فقلت له الذي بيننا أجل من الشتم وركتب إبراهيم وسار على الرايات يحثهم ويذكر لهم فعل ابن زياد بالحسين وأصحابه وأهل بيته من السبي والقتل ومنع الماء وحرضهم على قتله وتقدم القوم إليه وقد جعل ابن زياد على ميمنته والحصين بن نمير السكوني وعلى ميسرته عمير بن الحباب السلمي وعلى الخيل شرحبيل بن ذي الكلاع الحميري فلما تدانى الصفان حمل الحصين بن نمير في ميمنة أهل الشام على ميسرة إبراهيم فثبت له علي بن مالك الجشمي فقتل ثم أخذ رايته قرة بن علي فقتل في رجال من أهل البأس وانهزمت الميسرة فأخذ الراية عبد الله بن ورقاء بن جنادة السلولي ابن أخي حبشي بن جنادة صاحب رسول الله فاستقبل المنهزمين فقال إلي يا شرطة الله فأقبل إليه أكثرهم فقال هذا أميركم يقاتل ابن زياد ارجعوا بنا إليه فرجعوا وإذا إبراهيم كاشف رأسه ينادي إلى شرطة الله أنا ابن الأشتر إن خير فراركم كراركم ليس مسيئا من أعتب فرجع إليه أصحابه وحملت ميمنة ابراهيم على ميسرة ابن زياد وهم يرجون أن ينهزم عمير بن الحباب كما زعم فقاتلهم عمير قتالا شديدا وأنف من الفرار فلما رأى ذلك إبراهيم قال لأصحابه اقصدوا هذا السواد الأعظم فوالله لئن هزمناه لانجفل من ترون يمنة ويسرة انجفال طير ذعرت فمشى أصحابه إليهم فتطاعنوا ثم صاروا إلى