كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 65 @
غيرك فقال ما أنا بريد لأحد غير أن نساءنا وأبناءنا وحرمنا غلبتنا عليهم عبيدنا فأقبل المهلب معه بجموع كثيرة وأموال عظيمة فقدم البصرة وأمر مصعب بالعسكر عند الجسر الأكبر وأرسل عبد الرحمن بن مخنف إلى الكوفة فأمره أن يخرج إليه من قدر عليه وأن يثبط الناس عن المختار ويدعوهم إلى بيعة ابن الزبير سرا ففعل ودخل بيته مستترا
ثم سار مصعب فقدم أمامه عباد بن الحصين الحطمي وبعث عمر بن عبيد الله بن معمر على ميمنته والمهلب على ميسرته وجعل مالك بن مسمع على بكر ومالك بن المنذر على عبد القيس والأحنف بن قيس على تميم وزياد بن عمرو العتكي على الأزد وقيس بن الهيثم على أهل العالية وبلغ الخبر المختار فقام في أصحابه فأعلمهم ذلك وندبهم إلى الخروج مع أحمر بن شميط فخرج وعسكر بحمام أعين ودعا المختار رؤوس الأرباع الذين كانوا مع ابن الأشتر فبعثمهم مع أحمر بن شميط فسار وعلى مقدمته ابن كامل الشاكري فوصلوا إلى المذار وأتى مصعب فعسكر قريبا منه وعبى كل واحد منهما جنده ثم تزاحفا فجعل ابن شميط ابن كامل على ميمنته وعلى الميسرة عبد الله بن وهيب الجشمي وجعل أبا عمرة مولى عرينة على الموالي فجاء عبد الله بن وهيب الجشمي إلى ابن شميط فقال له إن الموالي والعبيد أولو فجور عند المصدوقة وإن معهم رجالا كثيرا على الخيل وأنت تمشي فمرهم فليمشوا معك فإني أتخوف أن يطيروا عليها ويسلموك وكان هذا غشا منه للموالي لما كان لقي منهم بالكوفة فأحب عن كانت عليهم الهزيمة أن لا ينجو منهم أحد فلم يتهمه ابن شميط ففعل ما أشار به فنزل الموالي معه وجاء مصعب وقد جعل عباد بن الحصين على الخيل فدنا عباد من أحمر وأصحابه وفال إنا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة رسوله والى بيعة المختار وإلى أن نجعل هذا الأمر شورى في آل الرسول
فرجع عباد فأخبر مصعبا فقال له ارجع فاحمل عليهم فرجع وحمل على ابن شميط وأصحابه فلم ينزل منهم أحد ثم انصرف إلى موقفه وحمل المهلب على ابن كامل فجال بعصهم في بعض فنزل ابن كامل فانصرف عنه المهلب ثم قال

الصفحة 65