كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 66 @
المهلب لأصحابه كروا عليهم كرة صادقة فحملوا عليهم حملة منكرة فولوا وصبر ابن كامل في رجال من همدان ساعة ثم انهزم وحمل عمر بن عبيد الله على عبد الله بن أنس فصبر ساعة ثم انصرف وحمل الناس جميعا على ابن شميط فقاتل حتى قتل وتنادوا يا معشر بجيلة وخثعم الصبر فناداهم المهلب الفرار اليوم أنجى لكم علام تقتلون أنفسكم مع هذه العبيد ثم قال والله ما أرى كثرة القتل اليوم إلا في قومي
ومالت الخيل على رجالة ابن شميط فانهزمت وبعث مصعب عبادا على الخيل فقال أيما أسير اخذته فاضرب عنقه وسرح محمد بن الأشعث في خيل عظيمة من أهل الكوفة فقال دونكم ثأركم فكانوا أشد على المنهزمين من أهل البصرة لا يدركون منهزما إلا قتلوه ولا يأخذون أسيرا فيعفون عنه فلم ينج من ذلك الجيش إلا طائفة أصحاب الخيل وأما الرجالة فأبيدوا إلا قليلا قال معاوية بن قرة المزني انتهيت إلى رجل منهم فأدخلت السنان في عينه فأخذت اخضخض عينه به فقيل له أفعلت هذا فقال نعم إنهم كانوا عندنا أحل دماء من الترك والديلم وكان معاوية هذا قاضي البصرة فلما فرغ مصعب منهم أقبل حتى قطع من تلقاء واسط ولم تكن بنيت بعد فأخذ في كسكر ثم حمل الرجال أثقالهم والضعفاء في السفن فأخذوا في نهر خرشاد ثم خرجوا إلى نهر قوسان ثم خرجوا إلى الفرات وأتى المختار خبر الهزيمة ومن قتل بها من فرسان أصحابه فقال ما من الموت بد وما من ميتة أموتها أحب إلي من أن أموت ميتة ابن شميط فعلموا أنه إن لم يبلغ ما يريد يقاتل حتى يقتل ولما بلغه أن مصعبا قد أقبل إليه في البر والبحر سار حتى وصل السلحين ونظر إلى مجتمع الأنهار نهر الخريرة ونهر السلحين ونهر القادسية ونهر رسف فسكر الفرات فذهب ماؤها في هذه الأنهار وبقيت سفن أهل البصرة في الطين فلما رأوا ذلك خرجوا من السفن إلى ذلك السكر فأصلحوه وقصدوا الكوفة وسار المختار إليهم فنزل حروراء وحال بينهم وبين الكوفة وكان قد حصن القصر والمسجد وأدخل إليه عدة الحصار وأقبل مصعب وقد خلع على ميمنته المهلب وعلى مسيرته عمر بن عبيد الله وعلى الخيل عباد بن الحصين وجعل المختار على ميمنته سليم بن يزيد الكندي وعلى ميسرته سعيد بن منقذ الهمداني وعلى الخيل عمرو بن عبد الله النهدي وعلى

الصفحة 66