كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 67 @
الرجالة مالك بن عبد الله النهدي
وأقبل محمد بن الأشعث فيمن هرب من أهل الكوفة فنزل بين مصعب والمختار فلما رأى ذلك المختار بعث إلى كل جيش من أهل البصرة رجلا من أصحابه وتدانى الناس فحمل سعيد بن منقذ على بكر وعبد القيس وهم في ميمنة مصعب فاقتتلوا قتالا شديدا فأرسل مصعب إلى المهلب ليحمل على من بإزائه فقال ما كنت لأجزر الأزد خشية أهل الكوفة حتى أرى فرصتي وبعث المختار إلى عبد الله بن جعدة بن هبيرة المخزومي فحمل على من بازائه وهم أهل العاليه فكشفهم فانتهوا إلى مصعب فجثا مصعب على ركبته وبرك الناس عنده فقاتلوا ساعة وتحاجزوا ثم ان المهلب حمل في أصحابه على من بازائه فحطموا أصحاب المختار حطمة منكرة فكشفوهم
وقال عبد الله بن عمرو النهدي وكان ممن شهد صفين اللهم إني على ما كنت عليه بصفين اللهم أبرأ إليك من فعل هؤلاء لأصحابه وأبرأ إليك من أنفس هؤلاء يعني أصحاب مصعب ثم جالد بسيفه حتى قتل وانقضت أصحاب المختار كأنهم أجمة قصب فيها نار وحمل مالك بن عبد الله النهدي وهو على الرجالة ومعه نحو خمسين رجلا وذلك عند المساء على أصحاب ابن الأشعث حملة منكرة فقتل ابن الأشعث وقتل عامة أصحابه وقاتل المختار على فم سكة شبث عامة ليلته وقاتل معه رجال من أهل الأمير اذهب إلى القصر فجاء حتى دخله فقال له بعض أصحابة ألم تكن وعدتنا الظفر وأنا سنهزمهم فقال أما قرأت في كتاب الله تعالى { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب } فقيل إن المختار أول من قال بالبداء فلما أصبح مصعب أقبل يسير فيمن معه نحو السبخة فمر بالمهلب فقال له المهلب ياله فتحا ما أهناه لو لم يقتل محمد بن الأشعث قال صدقت ثم قال مصعب للمهلب إن عبيد الله بن علي بن أبي طالب قد قتل فاسترجع المهلب فقال مصعب قد كنت أحب أن يشهد هذا الفتح أتدري من قتله إنما قتله من يزعم أنه شيعة لأبيه ثم نزل السبخة فقطع عنهم الماء والمادة وقاتلهم المختار وأصحابه قتالا ضعيفا واجترأ الناس عليهم فكانوا إذا خرجوا رماهم الناس من فوق البيوت وصبوا عليهم الماء القذر

الصفحة 67