@ 69 @
رضا الله والأخرى سخطه من عفا عفا الله عن وزاده عزا ومن عاقب لم يأمن القصاص يابن الزبير نحن أهل قبلتكم وعلى ملتكم ولسنا تركا ولا ديلما فإنما خلفنا إخواننا من أهل مصرنا فإما إن يكن أصبنا أو أخطأنا فاقتتلنا بيننا كما اقتتل أهل الشام بينهم ثم اجتمعوا وكما اقتتل أهل البصرة واصطلحوا واجتمعوا وقد ملكتم فاسجحوا وقد قدرتم فاعفوا فما زال بهذا القول حتى رق لهم الناس ومصعب وأراد أن يخلي سبيلهم فقام عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فقال أتخلي سبيلهم أخترنا أو اخترهم وقام محمد بن عبد الرحمن بن سعيد الهمداني فقال مثله وقام أشراف الكوفة فقالوا مثلهما فأمر بقتلهم فقالوا له يا ابن الزبير لا تقتلنا واجعلنا على مقدمتك إلى أهل الشام غدا فما بكم عنا غنى فإن قتلنا لم نقتل حتى نضعفهم لكم وان ظفرنا بهم كان ذلك لكم فأبى عليهم فقال بحير المسكي لا تخلط دمي بدمائهم إذ عصوني فقتلهم وقال مسافر بن سعيد بن نمران الناعطي ما تقول يا ابن الزبير لربك غدا وقد قتلت أمة من المسلمين حكموك في أنفسهم صبرا اقتلو من بعدة من قتلنا منكم ففينا رجال لم يشهدوا موطنا من حربنا يوما واحدا كانوا في السواد وجبانة الخراج وحفظ الطرق فلم يسمع منه وأمر بقتله ولما أراد قتلهم استشار مصعب الأحنف بن قيس فقال أرى إن تعفو فإن العفو أقرب للتقوى فقال أشراف أهل الكوفة اقتلهم وضجوا فقتلهم فلما قتلوا قال الأحنف ما أدركتم بقتلهم ثارا فليته لا يكون في الآخرة وبالا
وبعثت عائشة بنت طلحة امرأة مصعب إليه في اطلاقهم فوجدهم الرسول قد قتلوا وأمر مصعب بكف المختار بن أبي عبيدة فعطقت وسمرت بمسمار إلى جانب المسجد فبقيت حتى قدم الحجاج فنظر اليها وسأل عنها فقيل هذا كف المختار فأمر بنزعها وبعث مصعب عماله على الجبال والسواد وكتب إلى إبراهيم بن الأشتر يدعوه إلى طاعته ويقول له إن أطعتني فلك الشام وأعنة الخيل وما غلبت عليه من أرض المغرب ما دام لآل الزبير سلطان وأعطاه عهد الله على ذلك وكتب عبد الملك بن مروان إلى ابن الأشتر يدعوه إلى طاعته ويقول إن أنت أجبتني فلك