كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 7 @
تستقبل آخر حتى لا تجد منه بدا
فسار يومه وليلته ثم نزل السحر فلما أصبحوا أرسل أصحابه في الجهات ليأتوه بمن يلقون فأتوه بأعرابي فسأله عن أدنى العساكر منه فقال أدنى عسكر من عساكرهم منك عسكر شرحبيل بن ذي الكلاع وهو منك على رأس ميل وقد اختلف هو والحصين ادعى الحصين أنه على الجماعة وأبى شرحبيل ذلك وهما ينتظران أمر ابن زياد
فسار المسيب ومن معه مسرعين فأشرفوا عليهم وهم غارون فحملوا في جانب عسكرهم فانهزم العسكر وأصاب المسيب منهم رجالا فأكثروا فيهم الجراح وأخذوا الدواب وخلى الشاميون معسكرهم وانهزموا فغنم منه أصحاب المسيب ما أرادوا ثم انصرفوا إلى سليمان موفورين وبلغ الخبر ابن زياد فسرح الحصين بن نمير مسرعا حتى نزل في اثني عشر ألفا فخرج أصحاب سليمان إليه لأربع بقين من جمادى الأولى وعلى ميمنتهم عبد الله بن سعد وعلى ميسرتهم المسيب بن نجبة وسليمان في القلب وجعل الحصين على ميمنته جبلة بن عبد الله وعلى ميسرته ربيعة بن المخارق الغنمي
فلما دنا بعضهم من بعض دعاهم أهل الشام إلى الجماعة على عبد الملك بن مروان ودعاهم أصحاب سليمان إلى خلع عبد الملك وتسليم عبيد الله بن زياد إليهم وأنهم يخرجون من بالعراق من أصحاب ابن الزبير ثم يرد الأمر إلى أهل بيت النبي فأبى كل منهم
فحملت ميمنة سليمان على ميسرة الحصين والميسرة على الميمنة وحمل سليمان في القلب على جماعتهم فانهزم أهل الشام إلى معسكرهم وما زال الظفر لأصحاب سليمان إلى أن حجز بينهم الليل فلما كان الغد صبح الحصين جيش مع ابن ذي الكلاع ثمانية آلاف امدهم بهم عبيد الله بن زياد وخرج أصحاب سليمان فقاتلوهم قتالا لم يكن أشد منه جميع النهار لم يحجز بينهم إلا الصلاة فلما أمسوا تحاجزوا وقد كثرت الجراح في الفريقين وطاف القصاص على أصحاب سليمان يحرضه فلما أصبح أهل الشام أتاهم أدهم بن محرز الباهلي في نحو من عشرة آلاف من ابن زياد فاقتتلوا يوم الجمعة قتالا شديدا إلى ارتفاع الضحى
ثم إن أهل الشام كثروهم وتعطفوا عليهم من كل جانب ورأى سليمان ما لقي أصحابه فنزل ونادى عباد الله من أراد البكور إلى ربه والتوبة من ذنبه فإلي ثم كسر جفن سيفه ونزل معه ناس كثير وكسروا جفون سوفهم ومشوا معه فقاتلوهم فقتلوا من أهل الشام مقتلة عظيمة وجرحوا فيهم فأكثروا الجراح فلما رأى الحصين صبرهم وبأسهم بعث رجالا ترميهم بالنبل واكتنفهم الخيل

الصفحة 7