@ 70 @
العراق فاستشار إبرباهيم أصحابه فاختلفوا فقال ابراهيم لو لم أكن أصبت ابن زياد وأشراف الشام لأجبت عبد الملك مع أني لا أختار على أهل مصري وعشيرني غيرهم فكتب إلى مصعب بالدخول معة فكتب إليه مصعب أن أقبل فأقبل إليه بالطاعة
فلما بلغ مصعبا إقباله إليه بعث المهلب على عمله بالموصل والجزيرة وارمينية وأذربيجان ثم إن مصعبا دعا أم ثابت بنت سمرة بن جندب امرأة المختار وعمرة بنت النعمان بن بشير الأنصارية امرأته الأخرى فأحضرهما وسألهما عن المختار فقالت أم ثابت نقول فيه قولك أنت فأطلقها وقالت عمرة رحمة الله كان عبدا الله صالحا فحبسها وكتب إلى أخيه عبد الله بن الزبير أنها تزعم نه نبي فأمر بقتلها فقتلت ليلا بين الكوفة والحيرة قتلها بعض الشرط ضربها ثلاثة ضربات بالسيف وهي تقول يا أبتاه يا عثرتاه فرفع رجل يده فلطم القاتل وقال يا ابن الزانية عذبتها ثم تشحطت فماتت فتعلق الشرطي بالرجل وحمله إلى مصعب فقال خلوه فقد رأى أمرا فظيعا فقال عمر بن ربيعة المخزومي في ذلك
( أن من عجب العجائب عندي ... قتل بيضاء حرة عطبول )
( قتلت هكذا على غير جرم ... إن لله درها من قتيل )
( كتب القتل والقتال علينا ... وعلى المحصنات جر الذيول )
وقال سعيد بن عبد الرحمن بن حسان بن ثابت الأنصاري في ذلك أيضا
( أتى راكب بالأمر ذي النبأ العجب ... بقتل ابنة النعمان ذي الدين والحسب )
( بقتل فتاة ذات دل ستيرة ... مهذبة الأخلاق والخيم والنسب )
( مطهرة من نسل قوم أكارم ... من المؤثرين الخير في سالف الحقب )
( خليل النبي المصطفى ونصيره ... وصاحبه في الحرب والضرب والكرب )
( أتاني بأن الملحدين تواقفوا ... على قتلها لا أحسنوا القتل والسلب )
( فلا هنأت آل الزبير معيشة ... وذاقوا لباس الذل والخوف والحرب )
( كأنهم إذ أبرزوها وقطعت ... بأسيافهم فأزوا بمملكة العرب )
( ألم تعجب الأقوام من قتل حرة ... من المحصنات الدين محمودة الأدب )
( من الغافلات المؤمنات بريئة ... من الذم والبهتان والشك والكذب )
( علينا ديات القتل والبأس واجب ... وهن العفاف في الحجال وفي الحجب )
( على دين أجداد لها وأبوة ... كرام مضت لم تخز أهلا ولم ترب )
( من الخفرات لا خروج بزنة ... ولادمة تنعى على جارها الجنب )
( ولا الجار ذي القربى ولم تدر ما الخنا ... ولم تزدلف يوما بسوء ولم تجب )
( عجبت لها إذ كتفت وهي حية ... ألا إن هذا الخطب من أعجب العجب )
وقيل إن المختار إنما أظهر الخلاف لابن الزبير عند قدوم مصعب البصرة وإن مصعبا لم سار إليه فبلغه مسير أحمر بن شميط وأمره أن يواقعه بالمذار وقال إن الفتح بالمذار لأنه بلغه أن رجلا من ثقيف يفتح عليه بالمذار فتح عظيم فظن أنه هو وإنما كان ذلك للحجاج في قتال عبد الرحمن بن الأشعث وأمر مصعب عبادا الحطمي بالمسير إلى جمع المختار فتقدم وتقدم معه عبيد الله بن علي بن أبي طالب وبقي مصعب على نهر البصريين وخرج المختار في عشرين ألفا وزحف مصعب ومن معه فوافوه مع الليل فقال المختار لأصحابه لا يبرحن أحد منكم حتى يسمع مناديا ينادي يا محمد فإذا سمعتوه فاحملوا فلما طلع القمر أمر مناديا فنادى يا محمد فحملوا على أصحاب مصعب فهزموهم وأدخلوهم عسكرهم فلم يزالوا يقاتلونهم حتى أصبحوا وأصبح المختار وليس عنده أحد وأصحابه قد أوغلوا في أصحاب مصعب فانصرف المختار منهزما حتى دخل قصر الكوفة وجاء أصحابه حين أصبحوا فوقفوا مليا فلم يروا المختار فقالوا قد قتل فهرب منهم من أطاق الهرب فاختفوا بدور الكوفة