كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 75 @
قطري إن عمر موتور فلا نقاتله فقتل من فرسان الخوارج تسعون رجلا وطعن عمر صالح بن مخارق فشتر عينه وضرب قطريا على جبينه ففلقه وانهزمت الخوارج وساروا إلى سابور فعاد عمر ولقيهم بها ومعه مجاعة بن سعر فقتل مجاعة بعمود كان معه أربعة عشر رجلا من الخوارج وكاد عمر يهلك في هذ الوقعة فدافع عنه مجاعة فوهب له عمر تسعمائة ى لف درهم فقيل في ذلك
( قد ذدت عادية الكتيبة عن فتى ... قد كان يترك لحمه اقطاعا )
وظهر عليهم فساروا وقطعوا قنطرة بينهما ليمتنع من طلبهم وقصدوا نحو أصبهان فأقاموا عندها حتى قووا واستعدوا ثم اقبلوا حتى مروا بفارس وبها عمر فقطعوها في غير الموضع الذي هم به أخذوا على سابور ثم على أرجان حتى أتوا الأهواز فقال مصعب العجب لعمر قطع هذا العدو الذي هو بصدد محاربته أرض فارس فلم يقاتلهم ولو قاتلهم وفر كان أعذر له وكتب إليه يا ابن معمر ما انصفتني تجبي الفيء وتحيد عن العدو فاكفني أمرهم فسار عمر من فارس في أثرهم مجدا يرجو أن يلحقهم قبل أن يدخلوا العراق وخرج مصعب فعسكر عند الجسر الأكبر وعسكر الناس معه وبلغ الخوارج وهم بالأهواز إقبال عمر إليهم وإن مصعبا قد خرج من البصرة إليهم فقال لهم الزبير بن الماحوز من سوء الرأي وقوعكم بين هاتين الشوكتين انهضوا بنا إلى عدونا نلقهم من وجه واحد فسار بهم فقطع بهم أرض جوخى والنهروانات فأتى المدائن وبها كردم بن مرثد القرادي فشنوا الغارة على أهل المدائن يقتلون الرجال والنساء والولدان ويشقون أجواف الحبالى فهرب كردم وأقبلوا إلى ساباط ووضعوا

الصفحة 75