كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 78 @
بطعام كثير ثم خرج حين أصبح فأتى الخوارج وهم آمنون فحملوا عليهم فقاتلوهم حتى أخرجوهم من عسكرهم وانتهوا إلى الزبير بن الماحوز فنزل في عصابة من أصحابه فقاتل حتى قتل وانحازت الأزارقة إلى قطري بن الفجاءة المازني وكنيته أبو نعامة فبايعوه وأصاب عتاب وأصحابه من عسكره ما شاؤوا وجاء قطري فنزل في عسكر الزبير ثم سار عن أصبهان وتركها وأتى ناحية كرمان وأقام بها حتى اجتمعت إليه جموع كثيرة وجبى المال وقوي ثم أقبل إلى أصبهان ثم أتى إلى أرض الأهواز فأقام بها والحرث بن أبي ربيعة عامل مصعب على البصرة فكتب إلى مصعب يخبره بالخوارج وأنهم ليس لهم إلا المهلب فبعث إلى المهلب وهو على الموصل والجزيرة فأمره بقتال الخوارج وبعث إلى الموصل إبراهيم بن الأشتر وجاء المهلب إلى البصرة وانتخب الناس وسار بهم نحو الخوارج ثم أقبلوا إليه حتى التقوا بسولاف فاقتتلوا بها ثمانية أشهر أشد قتال رآه الناس
$ ذكر حصار الري $
وفيها أمر مصعب عتاب بن ورقاء الرياحي عامله على أصبهان بالمسير إلى الري وقتال أهلها لمساعدتهم الخوارج على يزيد بن الحرث رويم وامتناعهم من مدينتهم فسار إليهم عتاب فنازلهم وقاتلهم وعليهم الفرخان وألح عليهم عتاب بالقتال ففتحها عنوة وغنم ما فيها وافتتح سائر قلاع نواحيها
وفيها كان بالشام قحط شديد حتى إنهم لم يقدروا من شدته على الغزو
وفيها عسكر عبد الملك بن مروان ببطنان وهو قريب من قنسرين وشتا بها ثم رجع إلى دمشق
$ ذكر خبر عبيد الله بن الحر ومقتله $
في هذه السنة قتل عبيد الله بن الحر الجعفي وكان من خيار قومه صلاحا وفضلا واجتهادا فلما قتل عثمان ووقعت الحرب بين علي ومعاوية قصد معاوية فكان معه لمحبته عثمان وشهد معه صفين هو ومالك بن مسمع وأقام عبيد الله عند معاوية وكان له زوجة بالكوفة فلما فلما طالت غيبته زوجها أخوها رجلا يقال له عكرمة من الخبيص

الصفحة 78