كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 8 @
والرجال فقتل سليمان رحمه الله رماه يزيد بن الحصين فوقع ثم وثب ثم وقع فلما قتل سليمان أخذ الراية المسيب بن نجبة وترحم على سليمان ثم تقدم فقاتل بها ساعة ثم رجع ثم حمل فعل ذلك ثم قتل رضي الله عنه بعد أن قتل رجالا فلما قتل أخذ الراية عبد الله بن نفيل وترحم عليهما ثم قرأ { فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا } وحف به من كان معه من الأزد فبينما هم في القتال أتاهم فرسان ثلاثة من سعد بن حذيفة يخبرون بمسيرة في سبعين ومائة من أهل المدائن ويخبرون أيضا بمسير أهل البصرة مع المثنى بن مخربة العبدي في ثلاثمائة فسر الناس فقال عبد الله بن سعد ذلك لو جاؤونا ونحن أحياء فلما نظر الرسل إلى مصارع إخوانهم ساءهم ذلك واسترجعوا وقاتلوا معهم وقتل عبد الله بن نفيل قتله ابن أخي ربيعة بن مخارق وحمل خالد بن سعد بن نفيل على قاتل أخيه فطعنه بالسيف واعتنقه الآخر فحمل أصحابه عليه فخلصوه بكثرتهم وقتلوا خالدا وبقيت الراية ليس عندها أحد فنادوا عبد الله بن وأل فإذا هو اصطلى الحرب في عصابة معه فحمل رفاعة بن شداد فكشف أهل الشام عنه فآتى فآخذ الراية وقاتل مليا ثم قال لأصحابه من أراد الحياة التي ليس بعدها موت والراحة التي ليس بعدها نصب والسرور الذي ليس بعده حزن فليتقرب إلى الله بقتال هؤلاء المحلين الرواح إلى الجنة وذلك عند العصر فحمل هو وأصحابه فقتلوا رجالا وكشفوهم ثم إن أهل الشام تعطفوا عليهم من كل جانب حتى ردوهم إلى المكان الذي كانوا فيه وكان مكانهم لا يؤتى إلا من وجه واحد فلما كان المساء تولى قتالهم أدهم بن محرز الباهلي فحمل عليهم في خيله ورجله فوصل ابن محرز إلى آبى وأل وهو يتلوا { ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا } فغاظ ذلك أدهم بن محرز فحمل عليه فضرب يده فأبانها ثم تنحى عنه وقال إني أظنك وددت أنك عند أهلك قال ابن وأل بئسما ظننت والله ما أحب أن يدك مكانها إلا أن يكون لي من الأجر ليعظم وزرك ويعظم أجرك
فغاظه ذلك أيضا فحمل عليه فطعنه فقتله وهو مقبل ما يزول وكان ابن وأل من الفقهاء العباد فلما قتل أتوا رفاعة بن البجلي وقالوا لا تأخذ الراية ارجعوا بنا لعل الله يجمعنا ليوم شر لهم فقال له عبد الله ابن عوف ابن الأحمر هلكنا

الصفحة 8