كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 81 @
وجعل يعبث بعمال المختار وأصحابه فأحرقت بهمدان داره ونهبوا ضيعته فسار عبيد الله إلى ضياع همدان فنهبها جميعها وكان يأتي المدائن فيمر بعمال جوخى فيأخذ ما معهم من المال ثم يميل إلى الجبل فلم يزل على ذلك حتى قتل المختار وقيل إنه بايع المختار بعد امتناع وأراد المختار أن يسطو به فامتنع لأجل إبراهيم بن الأشتر ثم سار مع ابن الأشتر إلى الموصل ولم يشهد معه قتال ابن زياد أظهر المرض ثم فارق ابن الأشتر وأقبل في ثلاثمائة إلى الأنبار فأغار عليها وأخذ مافي بيت مالها فلما فعل ذلك أمر المختار بهدم داره وأخذ امرأته ففعل ما تقدم ذكره وحضر مع مصعب قتال المختار وقتله فلما قتل المختار قال الناس لمصعب في ولايته الثانية إنا لا نأمن أن يثب ابن الحر بالسواد كما كان يفعل بابن زياد والمختار فحسبه فقال
( فمن مبلغ الفتيان أن أخاهم ... أتى دونه باب شديد وحاجبه )
( بمنزلة ما كان يرضى بمثلها ... إذا قام عنته كبول تجاذبه )
( على الساق فوق الكعب أسود صامت ... شديد يداني خطوه ويقاربه )
( وما كان ذا من عظم جرم جرمته ... ولكن سعى الساعي بما هو كاذبه )
( وقد كان في الأرض العريضة مسلك ... وأي امرئ ضاقت عليه مذاهبه )
( وقال بأي بلاء أم بأية نعمة ... تقدم قبلي مسلم والمهلب )
يعني مسلم بن عمرو والد قتيبة والمهلب بن أبي صفرة وكلم عبيد الله قوما من وجوه مذحج ليشفعوا له إلى مصعب وأرسل إلى فتيان مذحج وقال البسوا السلاح واستروه فإن شفعهم مصعب فلا تعترضوا لأحد وإن خرجوا ولم يشفعهم فاقصدوا السجن فإني سأعينكم من داخل فلما شفع أولئك النفر فيه شفعهم مصعب وأطلقه فأتى منزله وأتاه الناس يهنونه فقال لهم إن هذا الأمر لا يصلح إلا بمثل الخلفاء

الصفحة 81