@ 82 @
الماضين الأربعة ولم نر لهم فينا شبيها فنلقي إليه أزمتنا فإن كان من عزيز فعلام نعقد في أعناقنا بيعة وليسوا بأشجع منا لقاء ولا أعظم مناعة وقد قال رسول الله ( لا طاعة لمخلوق في معصية الله تعالى ) وكلهم عاص مخالف قوي الدنيا ضعيف الآخرة فعلام تستحل حرمتنا ونحن أصحاب النخيلة والقادسية وجلولاء ونهاوند نلقى الأسنة بنحورنا والسيوف بجباهنا ثم لا يعرف حقنا وفضلنا فقاتلوا عن حريمكم فإني قد قلبت لكم ظهر المجن وأظهرت لهم العداوة ولا قوة إلا بالله وخرج عن الكوفة وحاربهم وأغار فأرسل إليه مصعب سيف بن هانئ المرادي فعرض عليه خراج بادرويا وغيرها ويدخل في الطاعة فلم يجب إلى ذلك فبعث إليه مصعب الأبرد بن قرة الرياحي فقاتله فهزمه عبيد الله وضربه على وجهه فبعث إليه أيضا حريث بن يزيد فقتله عبيد الله فبعث إليه مصعب الحجاج بن جارية الخثعمي ومسلم بن عمرو فلقياه بنهر صرصر فقاتلهما فهزمهما فأرسل إليه مصعب يدعوه إلى الأمان والصلة وأن يوليه أي بلد شاء فلم يقبل وأتى نرسي ففر دهقانها بمال الفلوجة فتبعه ابن الحر حتى مر بعين تمر وعليها بسطام بن مصقلة بن هبيرة الشيباني فالتجأ إليهم الدهقان فخرجوا إلى عبيد الله فقاتلوه ووافاهم الحجاج بن جارية الخثعمي فحمل على عبيد الله فأسره عبيد الله وأسر أيضا بسطام بن مصقلة وناسا كثيرا وبعث ناسا من أصحابه فأخذوا المال الذي مع الدهقان وأطلق الأسرى ثم ان عبيد الله أتى تكريت فأقام يجبي الخراج فبعث إليه مصعب الأبرد بن قرة الرياحي والجون بن كعب الهمداني في ألف وأمدهم المهلب بيزيد بن المغفل في خمسمائة فقال لعبيد الله رجل من أصحابه قد أتاك جمع كثير فلا تقاتلهم فقال
( يخوفني بالقتل قومي وإنما ... أموت إذا جاء الكتاب المؤجل )
( لعل القنا تدلي بأطرفها الغنى ... فنجدي كراما تجتدي ونؤمل )
( ألم تر أن الفقر يزري بأهله ... وأن الغنى فيه العلى والتجمل )
( وأنك إلا تركب الهول لا تنل ... من المال ما يرضي الصديق ويفضل )
وقاتلهم عبيد الله يومين وهو في ثلاثمائة ولما كان عند المساء تحاجزوا وخرج