كتاب الكامل في التاريخ - العلمية (اسم الجزء: 4)

@ 9 @
والله لئن انصرفنا ليركبن أكتافنا فلا نبلغ فرسخا حتى نهلك عن آخرنا وإن نجا منا ناج أخذته العرب يتقربون به إليهم فقتل صبرا هذه الشمس قد قاربت الغروب فنقاتلهم على خيلنا فإذا غسق ركبنا خيولنا أول الليل وسرنا حتى نصبح على مهل ويحمل الرجل صاحبه وجريحه ونعرف الوجه الذي نأخذه فقال رفاعة نعم ما رأيت
وأخذ الراية وقاتلهم قتالا شديدا ورام أهل الشام إهلاكهم قبل الليل فلم يصلوا إلى ذلك لشدة قتالهم وتقدم عبد الله بن عزيز الكناني فقاتل أهل الشام ومعه ولده محمد وهو صغير فنادى بني كنانة من أهل الشام وسلم ولده إليهم ليوصلوهم إلى الكوفة فعرضوا عليه الأمانة فأبى ثم قاتلهم حتى قتل وتقدم كرب بن يزيد الحميري عند المساء في مائة من أصحابه فقاتلهم أشد قتال فعرض عليه وعلى أصحابه ابن ذي الكلاع الحميري الأمان
قال قد كنمت آمنين في الدنيا وإنما خرجنا نطلب أمان الآخرة فقاتلوهم حتى قتلوا وتقدم صخر بن هلال المزني في ثلاثين من مزينة فقاتلوا حتى قتلوا فلما أمسوا رجع أهل الشام إلى معسكرهم ونظر رفاعة إلى كل رجل قد عقر به فرسه وجرح فدفعة إلى قومه ثم سار بالناس ليلته وأصب الحثين ليلتقيهم فلم يرهم فلم يبعث في آثارهم وساروا حتى أتوا قرقيسيا فعرض عليهم زفر الإقامة فأقاموا ثلاثا فإضافهم ثم زودهم وساروا إلى الكوفة ثم أقبل معد بن حذيفة بن اليمان في أهل المدائن فبلغ هيت فأتاه الخبر فرجع فلقي المثنى بن مخربة العبدي في أخل التصرة بصدود فأخبره فأقاموا حتى أتاهم رفاعة فاستقبلوه وبكى بعضهم إلى بعض وأقاموا يوما وليلة ثم تفرقوا فسار كل طائفة إلى بلدهم ولما بلغ رفاعة الكوفة كان المختار محبوسا فأرسل إليه اما بعد فمرحبا بالقصبة الذين عظم الله لهم الأجر حين انصرفوا ورضي فعلهم حين قتلوا أما ورب البيت ما مطا خاط منكم خطوة ولا ربا ربوة إلا كان ثواب الله له أعظم من الدنيا إن سليمان قد قضى ما عليه وتوفاه الله وجعل روحه مع أرواح النبين والصديقين والشهداء والصالحين ولم يكن بصاحبكم الذي به

الصفحة 9