كتاب مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه (اسم الجزء: 4)

"تضارون" بالراء، وهو بفتح التاء، وتشديد الراء، أي هل يُصيبكم ضرر؟، ويحتمل كونه بالتخفيف علي بناء المفعول من الضير لغة في الضرر.
وقوله: "في الظهيرة" بالفتح: الهاجرة، وهو حين تزول الشّمس.
وقوله: "في غير سحاب" أي لا في سحاب، وليس المراد أما تكون في شيء غير سحاب. قاله السنديّ (¬1)، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو المستعان، وعليه التكلان.
مسألتان تتعلّقان بهذا الحديث:
(المسألة الأولى): في درجته:
حديث أبي سعيد -رضي الله عنه- عنه هذا غير محفوظ بهذا السند، وهو متفقٌ عليه، من غير طريق الأعمش، عن أبي صالح، فقد أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" من طريق عطاء بن يسار، عن أبي سعيد -رضي الله عنه-، مطوَّلًا، وقد سبق للمصنّف مختصرًا برقم 9/ 60 وأوردته هناك مطوّلًا من رواية الشيخين رحمهما الله، فراجعه تستفد، والله تعالى الهادي إلى سواء السبيل، وهو المستعان، وعليه التكلان.
(المسألةُ الثّانية): في تخريجه:
أخرجه (المصنّف) هنا (35/ 179) بهذا الإسناد فقط، وأخرجه (أحمد) في "مسنده" (3/ 16) و (ابن أبي عاصم) (452) و (أبو يعلى) (1006) و (ابن خُزيمة) (169) والآجريّ في "الشّريعة" (261) و (ابن منده) (810).
وأخرجه المصنّف من طريق عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريّ، مختصرًا، وقد سبق برقم 9/ 60 مختصرًا، وهو متّفق عليه، كما سبق قريبًا، وقد تقدّم تخريجه هناك، فراجعه تستفد، والله تعالى أعلم بالصواب، وإليه المرجع والمآب، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
¬__________
(¬1) "شرح السنديّ" 1/ 115.

الصفحة 28