كتاب مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه (اسم الجزء: 4)

وأخرجه الخطيب أيضًا، وفيه: عن أبي عثمان قال: بلغني عن أبي هريرة. . . . فحججت ذلك العام، ولم أكن أريد الحجّ إلا للقائه، في هذا الحديث، فأتيت أبا هريرة، فقلت: يا أبا هريرة بلغني عنك حديث، فحججتُ العام، ولم أكن أريد الحج إلا لألقاك. . . فذكره (¬1).
وأخرج الدارميّ بسند صحيح عن أبي قلابة، قال: لقد أقمت في المدينة ثلاثًا، ما لي حاجة إلا وقد فرغت منها، إلا أن رجلًا كانوا يتوقعونه، كان يروي حديثًا، فأقمت حتى قدم، فسألته.
وأخرج الخطيب عن عروة بن رُويم، عن عبد الله بن الديلميّ الذي كان يسكن بيت المقدس أنه ركب في طلب عبد الله بن عمرو بن العاص إلى المدينة، فسأل عنه، فقالوا: قد سار إلى مكة، فاتبعه، فوجده في زرعه الذي يُسمّى الْوَهْطَ (¬2)، قال ابن الديلميّ: فدخلت عليه، فقلت: يا عبد الله ما هذا الحديث الذي بلغني عنك؟ قال: ما هو؟ قلت: إنك تقول: "صلاة في بيت المقدس خير من ألف صلاة في غيرها إلا الكعبة" قال: اللهم إني لا أُحِلُّ لهم أن يقولوا عليّ ما لم أقُل: "إن سليمان حين فرغ من بيت المقدس قرّب قربانًا، فتُقبّل منه، فدعا الله بدعوات، منهنّ: اللهم أيما عبد مؤمن زارك في هذا البيت تائبًا إليك إنما جاء يتنصّل عن خطاياه وذنوبه أن تتقبّل منه، وتتركه من خطاياه كيوم ولدته أمه" (¬3).
وأخرج الرامهرمزيّ في "المحدّث الفاصل" ص 313 - 315 - عن نصر بن حماد،
¬__________
= ولذا صحح الحديث العلامة أحمد محمد شاكر فيما كتبه على "المسند" 15/ 90 - 991 فراجعه تستفد.
(¬1) راجع "الرحلة في طلب الحديث" ص 132 - 133.
(¬2) "الوَهْط" بفتح الواو، وسكون الهاء: قرية زراعيّة صغيرة تقع قرب مكة.
(¬3) "الرحلة" ص 137 - 138.

الصفحة 538