كتاب مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه (اسم الجزء: 4)

تُشْفَى الصُّدُورُ بِهِ حَقًّا وَخَادِمُهُ ... يَوْمَ الْوُرُودِ تَرَاهُ فَازَ بِالصَّدَرِ
تُلْقِي مَلاَئِكَةُ الرَّحْمَنِ أَجْنِحَةً ... لَهُ إِذَا سَارَ هَذا أَفْخَرُ الْبُشَرَ
يَسْتَغْفِرُ الله حِيتَانُ الْبِحَارِ لمَنْ ... يَرْعَاهُ بِالْفَهْمِ لَوْ وَقَتًا مِنَ الْعُمُرِ
الْفَضْلُ لله هَذَا نُورُ من شَرَقَتْ ... لَهُ الْبَشَائِرُ في الآفَاقِ بِالْبُشَرِ
صَلَّى عَلَيْهِ إِلاهُ الْعَرْشِ مَا صَدَحَتْ ... وُرْقٌ عَلَى فَنَنِ الأَغْصَانِ وَالشَّجَرِ
(ومنها): ما قاله العلامة محمد بن إسماعيل الأمير الصنعانيّ رحمه الله تعالى [من الطويل]:
سَلاَمٌ عَلَى أَهْلِ الْحدِيثِ فَإنَّني ... نَشَأْتُ عَلَى حُبِّ الأَحَادِيثِ مِنَ مَهْدِي
هُمُ بَذَلُوا في حِفْظِ سُنَّةِ أَحْمَدِ ... وَتَنْقِيحِهَا مِنْ جُهْدِهِمْ غَايَةَ الجُهْدِ
وَأَعْنِي بِهِمْ أَسْلاَفَ أُمَّةِ أَحْمَد ... أُولَئِكَ في بَيْتِ الْقَصِيدِ هُمُ قَصدِي
أُولَئِكَ أَمْثَالُ الْبُخَارِي وَمُسْلِمِ ... وَأَحْمَدَ أَهْلِ الجدِّ في الْعِلْمِ وَالجدِّ
بُحُورٌ وَحَاشَاهُمْ عَنِ الجزْرِ إِنَّمَا ... لهُمْ مَدَدٌ يَأْتِي مِنَ الله بِالمدِّ
رَوَوْا وَارْتَوَوْا مِنْ بَحْرِ عِلْمِ مُحَمَّدٍ ... وَلَيْسَتْ لهُمْ تِلْكَ الْمذَاهِبُ مِنْ وِرْدِ
كفَاهُمْ كتَابُ اللهِ وَالسُّنّةُ الَّتِي ... كفَتْ قَبْلَهُمْ صَحْبَ الرَّسُولِ ذَوِي الْمجْدِ
أَأَنْتُمُ أَهْدَى أَمْ صَحَابَةُ أَحْمَدِ ... وَأَهْلُ الْكِسَا هَيْهَاتَ مَا الشَّوْكُ كَالْوَرْدِ
أُولَئِكَ أَهْدَى في الطَرِيقَةِ مِنْكُمُ ... فَهُمْ قُدْوَتِي حَتَّى أُوَسَّدَ في لحْدِي
وَشَتَّانَ مَا بَيْنَ الْمُقَلِّدِ في الهُدَى ... وَمَنْ يَقْتَدِي وَالضِّدُّ يُعْرَفُ بِالضِّدِّ
فَمَنْ قَلَّدَ النُّعْمَانَ أَصْبَحَ شَارِبًا ... نَبِيذًا وَفِيهِ الْقَوْلُ لِلْبَعْض بِالحدِّ
وَمَنْ يَقتَدي أَضْحَى إِمَامَ مَعَارِفٍ ... وَكَانَ أُوَيْسًا في الْعبادةِ والزهدِ
فَمُقتَدِيًا في الحَقِّ كُنْ لا مُقَلِّدًا ... وَخَلِّ أَخَا التَّقْلِيدِ في الأَشْرِ بِالقدِّ
(ومنها): ما قاله أبو محمد هبة الله بن الحسن الشيرازيّ رحمه الله تعالى [من الطويل أيضًا]:

الصفحة 554