كتاب مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه (اسم الجزء: 4)

عَلَيْكَ بأَصْحَاب الحدِيث فَإِنَّهمْ ... عَلَى مَنْهَج لِلدِّين مَا زَالَ مُعْلمَا
وَمَا النُّورُ إلَّا في الْحدِيثِ وَأَهْلِه ... إذَا مَا دَجَى اللَيلُ الْبَهِيمُ وَأَظْلَمَا
فَأَعْلَى الْبَرَايَا مَنْ إِلَى السُّنَنِ اعْتَزَى ... وَأَعْمى الْبَرَايَا مَنْ إِلَى الْبِدَعِ انْتَمَى
وَمَنْ تَرَك الآثَارَ ضَلَّلَ سَعْيَهُ ... وَهَلْ يَترُكُ الآثَارَ مَن كَان مُسْلِمَا
(ومنها): ما قاله أبو بكر بن أبي داود السجستاني رحمه الله [من الطويل أيضًا]:
تَمَسَّكْ بِحَبْلِ اللهِ وَاتَّبِع الهُدَى ... وَلاَ تَكُ بِدْعِيًّا لعَلَك تُفْلِحُ
وَلُذْ بِكِتَابِ الله وَالْسُّنَنِ الَّتِي ... أَتَت عَنْ رَسُولِ الله تَنْجُو وَتَرْبَحُ
وَدَعْ عَنْكَ آرَاءَ الرِّجَالِ وَقَوْلهمْ ... فَقَوُل رَسُولِ الله أَزْكَى وَأَشْرَحُ
وَلاَ تَكُ في قَوْمٍ تَلَهَّوْا بِدِينِهِمْ ... فَتَطْعَنُ في أَهْلِ الْحدِيثِ وَتجْرَحُ
إِذَا مَا اعْتَقَدْتَ الدَّهْرَ يَا صَاح هَذِهِ ... فَأَنْتَ عَلى خَيْرٍ تَبِيتُ وتُصْبِحُ
(ومنها): ما قاله أبو بكر حميد القرطبيّ رحمه الله تعالى [من البسيط]:
نُورُ الحدِيثِ مُبِينٌ فَادْنُ وَاقْتَبِسِ ... وَاحْدُو الرِّكَابَ لَهُ نَحْو الرِّضَى النَّدُسِ
وَاطْلُبْهُ بِالصِّينِ فَهْوَ الْعِلْمُ إِنْ رُفِعَتْ ... أَعْلاَمُهُ بِرُبَاهَا يَا ابْنَ أَنْدَلُسِ
فَلاَ تُضِعْ في سِوَى تَقْيِيدِ شارِدِهِ ... عُمْرًا يَفُوتُكَ بَيْنَ اللَّحْظِ وَالنَّفَسِ
وَخلِّ سَمْعَكَ عَنْ بَلْوَى أَخِي جَدَلٍ ... شُغْلُ اللَّبِيبِ بِهَا ضَرْبٌ مِنَ الْهوَسِ
مَا إِنْ سَمَتْ بِأَبِي بَكْرٍ وَلاَ عُمَرٍ ... وَلاَ أَتَتْ عَنْ أَبِي هِرٍّ وَلاَ أَنَسِ
إِلَّا هَوَى وَخُصُومَاتٍ مُلَفَّقَةً ... لَيْسَتْ بِرَطْبٍ إِذَا عُدَّتْ وَلاَ يَبَسِ
فَلاَ يَغُرُّكَ مِنْ أَرْبَابِهَا هَذَرٌ ... أَجْدَى وَجِدُّكَ مِنْهَا نَغْمَةُ الْجرَسِ
أَعِرْهُمُ أذَنًا صُمًّا إِذا نَطَقُوا ... وَكُنْ إِذَا سَألُوا تُعْزَى إِلَى خَرَسِ
مَا الْعِلْمُ إِلَّا كتَابُ الله أَوْ أثرٌ .... يَجْلُو بِنُورِ هُدَاهُ كُلَّ مُلْتَبِسِ

الصفحة 555