كتاب مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه (اسم الجزء: 4)

نُورٌ لمُقْتَبِسٍ خَيرٌ لِمُلْتَمِسٍ ... حِمًى لمُحْتَرِسٍ نُعْمَى لمُبْتَئِسِ
فَاعْكُفْ بِبَابِهِما عَلَى اطِّلاَبِهِمَا ... تَمْحُو الْعَمَى بِهِمَا عَنْ كُلِّ مُلْتَمِسِ
وَرِدْ بِقَلْبِكَ عَذْبًا مِنْ حِيَاضِهِمَا ... تَغْسِلْ بِمَاءِ الهُدَى مَا فِيهِ مِنْ دَنَسِ
وَاقْفُ النَّبيَّ وَأَتْبَاعَ النَّبِيِّ وَكُنْ ... مِنْ هَدْيِهِمْ أَبدًا تَدْنُوا إِلَى قَبَسِ
وَالْزَمْ مَجَالِسَهُمْ وَاحْفَظْ مُجَالِسَهُمْ ... وَانْدُبْ مَدَارِسَهُمْ بِالأَرْبُع الدُّرُسِ
وَاسلُكْ طَرِيقَهُمُ وَالْزَمْ فَرِيقَهُمُ ... تَكُنْ رَفِيقَهُمُ في حَضْرَةِ الْقُدُسِ
تِلْكَ السَّعَادَةِ إِنْ تُلْمِمْ بِسَاحَتِها ... فَحُطَّ رَحْلَك قَدْ عْوِفيتَ مِنْ تَعَسِ
وقال بعض علماء الهند في ذمّ من يشتغل بعلم الكلام والمنطق، مُعْرِضًا عن علم الحديث [من الطويل]:
أَيَا عُلَمَاءَ الهنْدِ طَالَ بَقَاؤُكُمْ ... وَزَالَ بِفَضْلِ الله عَنْكُمْ بَلاَؤُكُمْ
رَجَوْتُمْ بِعِلْمِ الْعَقْلِ فَوْزَ سَعَادَةٍ ... وَأَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ يَخِيبَ رَجَاؤُكُمْ
فَلاَ في تَصَانِيفِ الأَثِيرِ هِدَايَةٌ ... وَلاَ في إِشَارَاتِ ابْنِ سِينَا شِفَاؤُكُمْ
وَلاَ طَلَعَتْ شَمْسُ الهُدَى مِنْ مَطَالِعِ ... فَأَوْرَاقُهَا دَيْجُورُكُمْ لاَ ضِيَاؤُكُمْ
وَلاَ كَانَ شَرْحُ الصَّدْرِ لِلصَّدْرِ شَارِحًا ... بَلِ ازْدَادَ مِنْهُ في الصُّدُورِ صَدَاؤُكُمْ
وَبَازِغَةٌ لاَ ضَوْءَ فِيهَا إِذَا بَدَتْ ... وَأَظْلَمَ مِنْهَا كَاللَّيَالِي ذَكَاؤُكُمْ
وَسُلَّمُكُمْ مِمَّا يَزِيدُ تَسَفُّلًا ... وَلَيْسَ بِهِ نَحْوَ الْعِليِّ ارْتِقَاؤُكُمْ
فَمَا عِلْمُكُمْ يَوْمَ الْمعَادِ بِنَافِع ... فَيَا وَيْلَتِي مَاذَا يَكُونُ جَزَاؤُكُمْ
أَخَذْتُمْ عُلُومَ الْكُفْرِ شَرْعًا كَأَنَّمَا ... فَلَاسِفَةُ الْيُونَانِ هُمْ أَنْبِيَاؤُكُمْ
مَرِضْتُمْ فَزِدْتُمْ عِلَّةً فَوْقَ عِلَّةٍ ... تَدَاوَوْا بِعِلْمِ الشَّرْع فَهْوَ دَوَاؤُكُمْ
صِحَاحُ حَدِيثِ المُصْطَفَى وَحِسَانُهُ ... شِفَاءٌ عَجِيبٌ فَلْيَزُلْ مِنْهُ دَاؤُكُمْ
(ومنها): ما قاله العلامة أبو إسحاق إبراهيم بن مسعود الإِلْبِيريّ الأندلسيّ

الصفحة 556