كتاب مشارق الأنوار الوهاجة ومطالع الأسرار البهاجة في شرح سنن الإمام ابن ماجه (اسم الجزء: 4)

جَعَلْتَ الْمَالَ فَوْقَ الْعِلْمِ جَهْلًا ... لَعَمْرِي في الْقَضِيَّةِ مَا عَدَلْتَا
وَبَينَهُمَا بِنَصِّ الْوَحْي بَونٌ ... سَتعْلَمُهُ إِذَا طهَ قَرَأْتَا
لإِنْ رَفَعَ الْغَنيُّ لِوَاءَ مَالٍ ... لأَنْتَ لِوَاءَ عِلْمِكَ قَدْ رَفَعْتَا
لإِنْ جَلَسَ الْغَنِيُّ عَلَى الْحشَايَا ... لأَنْتَ عَلَى الْكَوَاكِبِ قَدْ جَلَسْتَا
وَإِن رَكِبَ الجْيَادَ مُسَوَمَّاتٍ ... لأَنْتَ مَنَاهِجَ التَّقْوَى رَكِبْتَا
وَمَهْمَا افتَضَّ أَبْكَارَ الْغَوَانِي ... فَكَمْ بِكْرٍ مِن الحِكَم افْتَضَضْتَا
وَلَيْسَ يَضُرُّكَ الإِقْتَارُ شَيْئًا ... إِذَا مَا أَنْتَ رَبَّكَ قَدْ عَرَفْتَا
فَمَاذَا عِنْدَهُ لَكَ منْ جَمِيلٍ ... إِذَا بِفِنَاءِ طَاعَتِه أَنَخْتَا
فَقَابِلْ بِالْقَبُولِ لِنُضح قَوْلِي ... فَإِنْ أَعْرَضْتَ عَنْهُ فَقَدْ خَسِرْتَا
وَإِنْ رَاعَيْتَهُ قَوْلًا وَفِعْلًا ... وَتَاجَرْتَ الإِلهَ بِهِ رَبْحْتَا
فَلَيسَتْ هَذِ الدُّنْيَا بِشَيْءٍ ... تَسُوءُكَ حِقْبَةً وَتَسُرُّ وَقْتَا
وَغَايَتُهَا إِذَا فَكَّرْتَ فِيهَا ... كَفَيْئِكَ أَوْ كَحُلْمِكَ إِذْ حَلَمْتَا
سُجِنْتَ بِهَا وَأَنْتَ لهَا مُحِبُّ ... فَكَيْفَ تُحِبُّ مَا فِيهِ سُجِنْتَا
وَتُطْعِمُكَ الطَّعَامَ وَعَنْ قَرِيبٍ ... سَتَطْعَمُ مِنْكَ مَا فِيهَا طَعِمْتَا
وَتعْرَى إِنْ لَبِسْتَ بِهَا ثِيَابًا ... وَتُكْسَى إِن مَلاَبِسَهَا خَلَعْتَا
وَتَشْهَدُ كُلَّ يَوْم دَفْنَ خِلٍّ ... كَأَنَّكَ لاَ تُرَادُ لِمَا شَهِدْتَا
وَلم تُخْلَقْ لِتَعْمُرَهَا وَلَكِن ... لتَعْبُرَهَا فَجِدَّ لِمَا خُلِقْتَا
وَإِنْ هُدِمَتْ فَزِدْهَا أَنْتَ هَدْمًا ... وَحَصِّنْ أَمْرَ دِينِكَ مَا اسْتَطَعْتَا
وَلاَ تَحْزَنْ عَلَى مَا فَاتَ مِنْهَا ... إِذَا مَا أَنْتَ في أُخْرَاكَ فُزْتَا
فَلَيْسَ بِنَافِع مَا نِلْتَ مِنْهَا ... مِنَ الْفَانِي إِذَا الْبَاقِي حُرِمْتَا
وَلاَ تَضْحَكْ مَعَ السُّفَهَاءِ يَوْمًا ... فَإِنَّكَ سَوْفَ تَبْكِي إِنْ ضَحِكْتَا
وَمَنْ لَكَ بِالسُّرُورِ وَأَنْتَ رَهْنٌ ... وَمَا تَدْرِي أَتُفْدَى أَمْ غُلِلْتَا

الصفحة 559