كتاب الكافية الشافية - ت العريفي وآخرون ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 4)

المقام و [لمسير، فقال تعالى: <يايها لنبئ ند التنار و لمتفقين و ظظ
عليهغ ومأولهم جهنر وبئس المصير!) [التوبة: 73]. فالجهاد بالعلم
والحخة جهاد انبياء الله ورسله وخاصته من عباده المخصوصين بالهد ية
والتوفيق والاتفاق، ومن مات ولم يغز، ولم يحدث نفسه بغزو مات على
شعبة من النفاق.
وكفى بالعبد عمى وخذلانا ن يرى عساكر الايمان، وجنود السئة
والقران، قد لبسوا للحرب لامته، وأعذوا له عذته، و خذوا مصافهم،
ووقفو [مواقفهم، وقد حمي الوطيس، ودارت رحى الحرب، واشتذ القتال،
وتنادت الاقران نزال نزال، وهو في الملجأ و لمغارات والمذخل مع الخوالف
كمين. وإذا ساعد القدر وعزم على الخروج قعد فوق التل مع الناظرين،
ينطر لمن الدائرة ليكون إليهم من المتحيزين، ثم يأتيهم وهو يقسم بادثه جهد
يمانه: إئي كنت معكم وكنت اتمنى ن تكونوا أنتم الغالبين.
فحقيق بمن لنفسه عنده قدر وقيمة أن لا يبيعها باخسق الاثمان، و ن
لا يعرضها غدا بين يدي الله ورسوله لمواقف الخزي والهوان، و ن يثئت
قدمه في صفوف أهل العلم والايمان، وأن لا يتحيز إلى مقالة سوى ما جاء
في السنة والقرآن.
فكأن قد كشف الغطاء، وانجلى الغبار، وأبان عن وجوه أهل السنة
مسفرة ضاحكة مستبشرة، وعن وجوه اهل البدعة عليها غبرة، ترهقها قترة،
يوم تبيض وجوه ولشوذ وجوه > [ال عمران: 106] قال ابن عباس
رضي الله عنهما: تبيض وجوه أهل السنة والجماعة، وتسود وجوه أهل
البدعة والفرقة.
فوالله لمفارقة أهل الاهواء والبدع في هذه الدار سهل من مرافقتهم إذا
قيل: < خ! ثر إئذين ظلمو وأزوجهم> [الصافات: 22]. قال أمير المؤمنين عمر بن
الخطاب رضي الله عنه وبعده الامام احمد رحمه الله تعالى: أزواجهم:
أشباههم ونظراوهم. وقد قال تعالى: [التكوير: 7]،
فجعل صاحب الحق مع نطيره في درجته، وصاحب الباطل مع نطيره في
11

الصفحة 11