كتاب الكافية الشافية - ت العريفي وآخرون ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 4)
أيدي الساللين ترفع إليه، وحوائجهم تعرض عليه. وإنه سبحانه العلي الاعلى
بكل اعتبار.
فلما سمع المعطل منه ذلك أمسك، ثم اسرها في نفسه، وخلا
بشياطينه وبني جنسه، و وحى بعضهم إلى بعض أصناف المكر والاحتيال،
ورا! وا أمرأ يستحمدون به إلى نظرائهم من أهل البدع والضلال، وعقدوا
مجلسأ بيتوا في مساء ليلته ما لا يرضاه الله من القول، والله بما يعملون
محيط.
وأتوا في مجلسهم ذلك بما قدروا عليه من الهذيان والدنط والتخليط،
وراموا استدعاء المثبت إلى مجلسهم الذي عقدوه، ليجعلوا نزله عند قدومه
عليهم ما لفقوه من الكذب ونمقوه. فحبس الله سبحانه عنه أيديهم
وألسنتهم، فلم يتجاسروا عليه، ورد الله كيدهم في نحورهم فلم يصلوا
بالسوء إليه، وخذلهم المطاع فمزق ما كتبوه من المحاضر، وقلب الله قلوب
أوليائه وجنده عليهم من كل باد وحاضر. وأخرج الناس لهم من المخئات
كماشها، ومن الجوائف والمنفلات دفائنها. وقوى الله جأش المثبت، وثبت
لسانه، وشيد بالسنة المحمدية بنيانه. فسعى في عقد مجلس بينه وبين
خصومه عند السلطان، وحكم على نفسه كتب شيوخ القوم السالفين،
وأئمتهم المتقدمين. و 1 ته لا يستنصر من أهل مذهبه بكتاب ولا إنسان، وأئه
جعل بينه وبينكم أقوال من قلدتموه، ونصوص من على غيره من الائمة
قدمتموه. وصزح المثبت بذلك بين ظهرانيهم حتى بأغه دانيهم لقاصيهم فلم
يذعنوا لذلك واستعفوا من عقده فطالبهم المثبت بواحدة من خلال ثلاث:
مناظرة في مجلس عام على شريطة العلم والانصاف، تحضر فيه
النصوص النبوية والاثار السلفية، وكتب أئمتكم المتقدمين من أهل العلم
والدين. فقيل لهم: لا مراكب لكم تسابقون بها في هذا الميدان، وما لكم
بمقاومة فرسانه يدان.
فدعاهم إلى مكاتبة بما يدعون إليه، فإن كان حقا قبله وشكركم عليه،
14