كتاب الكافية الشافية - ت العريفي وآخرون ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 4)
وان كان غير ذلك سمعتم جواب المثبت، وتبين لكم حقيقة ما لديه. فأبوا
ذلك أشذ الاباء، واستعفوا غاية الاستعفاء.
فدعاهم إلى القيام بين الركن و 1 لمقام قياما في مواقف الابتهال،
حاسري الرؤوس نسأل الله أن ينزل باسه باهل البدع والضلال. وظت المثبت
والله أن القوم يجيبون إلى هذا، فوطن نفسه عليه غاية التوطين، وبات
يحاسب نفسه ويعرض ما يثبته وينفيه على كلام رب العالمين، وعلى سنة
خاتم المرسلين، ويتجرد عن كل هوى يخالف الوحي المبين، ويهوي
بصاحبه في أسفل السافلين. فلم يجيبوا إلى ذلك أيضأ، وأتوا من الاعتذار،
بما دل على أن القوم ليسوا من أولى الايدي والابصار. فحينئد شذر المثبت
لا عن ساق عزمه، وعقد دده مجلسأ بينه وبين خصمه. يشهده القريب والبعيد،
ويقف على مضمونه الذكيئ والبليد. وجعله عقد مجلس التحكيم بين المعطل
الجاحد والمثبت المرمي بالتجسيم.
وقد خاصم في هذا المجلس بادده وحاكم إليه، وبرى ء إلى الله من كل
هوى وبدعة وضلالة، وتحئز إلى فئة غير رسول الله! وما كان أصحابه
عليه. والله سبحانه المسؤول أن لا يكله إلى نفسه ولا إلى شيء مما لديه،
وأن يوفقه في جميع حالاته لما يحبه ويرضاه، فان أزمة الامور بيديه.
وهو يرغب إلى من يقف على هذه الحكومة أن يقوم لله قيام متجزد
عن هواه، قاصدأ لرضا مولاه؛ ئم يقرأها متفكرأ، ويعيدها ويبدئها متدبرأ؛
ثم يحكم فيها بما يرضي الله ورسوله وعباده المؤمنين، ولا يقابلها بالسمث
و [لشتم كفعل الجاهلين والمعاندين.
فان رأى حقا قبله وشكر عليه، وإن راى باطلا رده على قائله و هدى
الصواب إليه، فإن الحق لله ورسوله، والقصد أن تكون كلمة السنة هي
العليا، جهادا في الله وفي سبيله. والفه عند لسان كل قائل وقلبه، وهو
المطلع على نيته وكسبه. وما كان أهل التعطيل أولياءه، إن أولياوه إلأ
المتقون المؤمنون المصدقون. <وقل اعملو فسيرى دذه عل! ورسولا! والمؤمنون
وستردون إلى ع! ئغيف والشهدة فينئئ! يما كنغ تعملون *> [التوبة: 05 ا].
15