كتاب الكافية الشافية - ت العريفي وآخرون ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 4)

نت! فر
وهذه أمثال حسان مضروبة للمعطل والمشئه والموخد ذكرتها قبل
الشروع في المقصود، فإن ضرب الأمثال مما يأنس به العقل لتقريبها
المعقول من المشهود.
وقد قال تعالى - وكلامه المشتمل على أعظم الحجج وقواطع
البراهين -: <وظد الاتثل نضبها للنالم! وما يعقلهآ إلا المحابون!)
[الععكبوت: 43]. وقد اشتمل منها على بضعة وأربعين مثلا، وكان بعض
السلف إذا قرأ مثلا لم يفهمه اشتد بكاوه، ويقول: لست من العالمينه
وسنفرد لها إن شاء الله كتابأ مستقلا متضمنا لأسرارها ومعانيها وما تضمنته
من فنون العلم وحقائق الايمان ه وبالله المستعان وعليه التكلان.
المثل الأول: ثياب المعطل ملطخة بعذرة التحريف، وشرابه متغير
بنجاسة التعطيل. وثياب المشئه متضفخة بدم التشبيه، وشرابه متغير بفزث
التمثيل. والموحد طاهر الثوب والقلب والبدن، يخرج شرابه من بين فرث
ودم لبنأ خالصأ سائغا للشاربين.
المثل الثاني: شجرة المعطل مغروسة على شفا جرف هابى. وشجرة
المشبه قد اجتثت من فوق الارض ما لها من قرار. وشجرة الموحد أصلها
ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن رئها، ويضرب الله
الامثال للناس لعلهم يتذكرون.
المتل الثالث: شجرة المعئى شجرة الزقوم، فالحلوق السليمة لا
تبلعها. وشجرة المشئه شجرة الحنظل، فالنفوس المستقيمة لا تتبعها.
وشجرة الموخد طوبى يسير الراكب في ظفها مائة عام لا يقطعها.
المثل الرابع: المعطل قد اتخذ قلبه لوقاية الحر والبرد بيت العنكبوت.
والمشئه قد خسف بعقله، فهو يتجلجل في أرض التشبيه إلى البهموت.
وقلب الموحد يطوف حول العرش ناظرأ إلى الحيئ الذي لا يموت.
المثل الخامس: مصباج المعئى قد عصفت عليه اهوية التعطيل،
16

الصفحة 16