كتاب الكافية الشافية - ت العريفي وآخرون ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 4)

ظلامه، شديد قتامه. وسبيل الحق عافية آثاره، مطموسة أعلامه. ففلق الفه
سبحانه بمحفد! نر صبح الايمان، فاضاء حتى ملأ الافاق نورا، واطلع به
شمس الرسالة في حنادس الطلم سراجأ منيرأ، فهدى به من الضلالة، وعلم
به من الجهالة، وبصر به من العمى، وأرشد به من الغيئ، وكثر به بعد
القأة، وأعر به بعد لذئة، وأغنى به بعد العيلة، واستنقذ به من الهلكة،
وفتح به أعينأ عفيأ، واذانأ صفا، وقلوبأ غلفأ.
فبلغ الرسالة، و ذى الامانة، ونصج الامة وجاهد في الله حق جهاده،
وعبد لله حتى أتاه اليقين من رئه. وشرح الله له صدره، ورفع له ذكره،
ووضع عنه وزره، وجعل الذئة والصغار على من خالف أمره.
وأقسم بحياته في كتابه المبين. وقرن اسمه باسمه، فاذا ذكر ذكر معه،
كما في الخطب والتشهد والتاذين. فلا يصخ لاحد خطبة ولا تشهد ولا اد ا ن
ولا صلاة، حتى يشهد أنه عبده ورسوله شهادة اليقين. فصأى الفه وملائكته
و نبياؤه ورسله وجميع خلقه عليه، كما عزفنا بادده وهدانا إليه وسأم تسليمأ
كثيرأ.
اما بعد:
فإن الله جل ثناؤه وتقذست أسماوه إذا أراد أن يكرم عبده بمعرفته،
ويجمع قلبه على محبته، شرح صدره لقبول صفاته العلا، وتلقيها من مشكاة
الوحي. فإذا ورد عليه شيء منط قابله بالقبول، وتلقاه بالرضا والتسليم،
وأذعن له بالانقياد. فاستنار به قلبه، واتسع له صدره، وامتلأ به سرورأ
ومحبة. وعلم أنه تعريف من تعريفاب الله تعالى، تعزف به إليه على لسان
رسوله، فأنزل تلك الصفة من قلبه منزلة الغذاء أعظم ما كان إليه فاقة،
ومنزلة الشفاء أشد ما كان إليه حاجة. فاشتذ بها فرحه، وعظم بها غناه،
وقويت بها معرفته، واطمانت إليها نفسه، وسكن إليها قلبه. فجال من
المعرفة في ميادينها، وأسام عين بصيرته بين رياضها وبساتينها، لتيقنه بأن
شرف العلم تابع لشرف معلومه، ولا معلوم أعظم و جل مفن هذه صفته،
وهو ذو الاسماء الحسنى و لصفات العلا؛ وأن شرفه أيضأ بحسب الحاجة

الصفحة 8