كتاب الكافية الشافية - ت العريفي وآخرون ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 4)

إليه، وليست حاجة الارواح قط إلى شيء أعطم منها إلى معرفة بارئها
وفاطرها، ومحبته، وذكره، والابتهاج به، وطلب الوسيلة إليه، و 1 لزلفى
عنده. ولا سبيل إلى هذا إلا بمعرفة اوصافه واسمائه، فكلما كان العبد بها
أعلم كان بادئه أعرف، وله أطلب، واليه أقرب. وكأما كان لها أنكر كان
بادئه أجهل، واليه اأكره، ومنه أبعده والله تعالى ينزل العبد من نفسه حيث
ينزله العبد من نفسه.
فمن كان لذكر أسمائه وصفاته مبغضا، وعنها معرضأ نافرأ ومنفرا،
فادئه له أشذ بغضا، وعنه أعطم إعراضا، وله اأكبر مقتا، حتى تعود القلوب
على قلبين:
قلمث ذكر الاسماء والصفات قوته وحياته، ونعيمه وقزة عينه، لو فارقه
ذكرها ومحتتها ساعة لاستغاث: يا مقلب القلوب ثئت قلبي على دينك.
فلسان حاله يقول:
يراد من القلب نسيانكم وتأبى الطباع على الناقل
ولقول:
واذا تقاضيت الفؤاد تنالسيأ
ألفيت أحشائي بذاك شحاحأ
ولقول:
إذا مرضنا تداوينا بذكركم فنترك الذكر أحيانأ فننتكس
ومن المحال أن يذكر القلب من هو محارث لصفاته، نافز من
سماعها، معرضق بكأيته عنها، زاعثم أن السلامة في ذلك. كلا والله، إ ق
هو إلأ الجهالة والخذلان، والإعراض عن العزيز الرحيم، فليس القلب
الصحيح قط إلى شيء أشوق منه إلى معرفة ربه تعالى، وصفاته و فعاله
و سمائه، ولا فرح بشيء قط كفرحه بذلك. وكفى بالعبد خذلانا أن يضرب
على قلبه سرادق الإعراض عنها والئفرة والتنفير، و [لاشتغال بما لو كان حقا
لم ينفع إلا بعد معرفة الله تعالى الإيمان به وبصفاته و سمائه.

الصفحة 9