كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 4)

لقد اضطَّهد عرقُ السراسنة (¬1) الشّرِيرُ التابعُ للمعتقداتِ الخرافيَّةِ (¬2) النَّجِسةِ -لسنواتٍ عديدة وبكلِّ عُنفٍ واستبدادٍ - الأماكنَ المقدَسةَ حيث ارتكزت أقدامُ ربِّنا، وأخضَعَ المؤمنين لرغباته، وحَكَم بالعبودية عليهم، ولقد دَخلت الكلابُ الأماكنَ المقدَّسةَ، وجَرى تدنيسُ المقدَّسات، وإذلالُ الناس عَبَدةِ الربَّ.
إنَّ معبدَ الربَّ الذي طَرَد منه -بغَيرته- الذين باعوا واشتَرَوا، حتى لا يُصبحَ بَيتُ أبيه مَغَارة للصوص، قد جُعِل بيتًا للشياطين.
إن مدينةَ مَلِكِ الملوك التي نَقلت إلى الآخَرين مبادئَ عقيدةٍ عصماءَ، تُدْفَع علي الرَّغم من إرإدتها لتكونَ خاضعةً لدعاوى الشعوبِ المُنْحَطَّة.
كما أن "كنيسةَ القيامة" المقدَّسة -مكانَ الاستراحةِ الأخيرة للرب النائم-!! تتحمَّل حُكمَهم، وقد دنَّستها قذارةُ الذين ليس لهم نصيبٌ في القيامة (¬3)، بل مُقدَّرٌ عليهم أن يُحرَقوا للأبدِ كالقَشَّ بأَلسِنةِ النيرانِ السَّرمَدِية.
لِنذهبْ إلى نجدةِ إخوانِنا، لِنقطعْ قيودَهم، ولْنَطرحْ عنهم رَبْطَهم، اذهبوا ولْيكنِ الربُّ معكم، وجَّهوا أسلحتَكم التي لطَّختموها بشكلٍ محرم في ذبح بعضِكم بعضًا إلى أعداءِ العقيدة وأعداءِ اسم المسيح.
عليكم أن تكبَحوا بكراهيةٍ قويمةٍ غطرسةَ الكَفَرة (¬4) الذين يُحاولون
¬__________
(¬1) أي: العرب المسلمون.
(¬2) يقصدون بذلك الإسلام.
(¬3) يعني: المسلمين.
(¬4) أي: المسلمين.

الصفحة 16