° ولقد أحسن الإمامُ الشافعي -رحمه الله - حين قال: "مَن استُغضب ولم يَغضب فهو حمار"!! (¬2).
فالإنسانُ مجموعةٌ من الأحاسيسِ والمشاعر، فلابد أن يتأثرَ بما يدورُ حوله ويكونَ له ردُّ فعل عليه.
° والميْتُ هو الذي لا يوجدُ لديه ردودُ أفعال، كما قال الشاعر:
جَرَحوه فَمَا تألَّم جُرْحًا ... ما لِجُرحٍ بِميِّتٍ إيلامُ
* ومن أمثلة ردودِ الأفعال من السنة:
قُنُوتُه - صلى الله عليه وسلم - شهرًا على رِعْلٍ وذَكْوانَ وبعضِ أحياءِ العرب لمَّا غَدَروا بالقُرَّاء في "بئر معونة" (¬3)، ودعوتُه - صلى الله عليه وسلم - للبيعةِ على القتالِ لَمَّا بلغته شائعةُ قتلِ عثمانَ في الحديبية، ثم لَمَّا تبيَّن كَذِبَ الشائعةِ كان الصلحُ (¬4).
وكغَضَبه - صلى الله عليه وسلم - حينما اختَصم أصحابُه في القَدَر، حتى كأنما يُفقَأ في وجهه حَبُّ الرُّمان -كما عبَّر الراوي (¬5) -.
وغيرُ ذلك كثيرٌ مِن صُورِ غضبِه - صلى الله عليه وسلم - تفاعلاً مع ما يَطَّلع عليه أو يُنقل إليه من أقوالٍ أو أفعال.
¬__________
(¬1) رواه البخاري (6288).
(¬2) "سير أعلام النبلاء" (10/ 43).
(¬3) انظر "البخاري" (3064) ومسلم (677).
(¬4) انظر "المصنف" لابن أبي شيبة مرويَّات غزوة الحديبية (ص 124).
(¬5) انظر "سنن ابن ماجه" (82).