خَلِيلُ اللهِ لَمْ يَرْضَ سِوَاهَا ... كَذَاكَ خَلِيلُ رَبِّ العَالَمِينَا (¬1)
كَفَرْنَا بِالكَفُورِ وَقَدْ بَرِئْنَا ... إلَى الرحْمَنِ منْهُمْ أجْمَعِينَا
وَنَهْجُرُ سُنَّة هُمْ سَالِكُوهَا ... وَنَحْمِي سُنَّةَ المَبْعُوث فِينَا
فَمَا دِين سِوَى الإسْلامَ إلاَّ ... يَدِينُ ذَوُوهُ (إبلِيسَ) اللَّعِينَا
وَمَا الإسلامُ اسمٌ وانتسَابٌ ... بِلاَ عَمَلٍ نَكُونُ مُحَقِّقِينا
تَذكَّرْ غَزْوَتَيْ (أُحُد) (¬2) وَ (بَدْرٍ) (¬3) ... عِتَابُ الله نَالَ المُؤمِنِينَا
تَذكَّرْ خَوْفَ (فارُوق) وَمَاذَا ... تخوَّفَهُ وَنَحْنُ الآمِنُوناَ! (¬4)
فَوَاغَوْثَا .. أنأمَنُ بَعْدَ هَذا؟! ... وَنَحْنُ عَنِ الهُدَاةِ مُبَاعِدُونا
فَيَا رَبَّاهُ، يَا مَنْ لاَ يُضَاهَى ... ولاَ مِثْلٌ لَهُ فِي العَالَمِينَا
سَألنَاكَ انتصَارًا عَنْ قَرِيب ... لِدِينِكَ ربَنَا نصْرًا مُبِينا
وَصَلَّى الله ربِّي مَعْ سَلاَمٍ ... على خَيْرِ البَرِيَّةِ أجْمَعِينا
¬__________
(¬1) الخليل في الشطر الأول هو النبي الكريم "إبراهيم"، وفي الشطر الثاني هو النبي الكريم "محمد"- صلى الله عليه وسلم - والذي بينه وبين أبيه إبراهيم - صلى الله عليه وسلم - وبين الكفار -ولا يرضون سواه- هو تحقيق قوله تعالى: {إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} [الممتحنة: 4].
(¬2) وذلك في إدالة المشركين على المسلمين لمخالفة الرُّمَاة.
(¬3) كما في قوله تعالى: {لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [الأنفال: 68]، وذلك في شأن الأسرى يوم بدر، والحديث أخرجه بتمامه الإِمام أحمد في "مسنده" (208)، وإسناده صحيح.
(¬4) عن حذيفة بن اليمان - رضي الله عنهما - قال: "دُعي (أمير المؤمنين) الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -
لجنازة، فخرج فيها أو يريدها، فتعلقت به فقلت: "اجلس يا أمير المؤمنين؛ فإنه من أولئك -يعني المنافقين"، فقال: "نشدتك بالله .. أنا منهم؟! "، قال: "لا ولا أبرئُ =