كتاب وا محمداه إن شانئك هو الأبتر (اسم الجزء: 4)

أيُّ خَزٍّ (¬1) عَلَيْه أنْقُشُ وَجْدِي (¬2) ... وهُيَامِي وبَهْجَةَ التَّغْرِيدِ؟!
أَعَلَى الوَرْدِ أم هَفُوف نَسِيمٍ ... أَم سَمَائِي أَم الضِّيَاءِ الوَلِيدِ؟!
لَيْتَ شِعْرِي وأيُّ خَزٍّ سَيَدْنُو ... بَلْ سَيَرْقَى لِكَفهِ الأَمْلُودِ (¬3)؟!

* * *
أيُّ كَفٍّ بِهِ أَكَاتِبِ حِبِّي ... أبِكَفِّي بِذِي الخَطَايَا السُّودِ؟!
يَا لِشَوْقِي إِلَى أَنَامِلِ غَيْثٍ ... طَاهِرَاتٍ تَخُطُّ عَنِّي بُنُودِي

* * *
يَا لَهَا حِيرَةً فَأيهُ جَنَانٍ ... عَبْقَرِيٍّ يَصُوغُ سِحْرَ الوُرُودِ
أيُّ عَقْلٍ يَصُوغُ شَدْوَ طُيُور ... وسمَات فَوْقَ النهي والحُدُودِ؟!
أيُّ قَلبٍ لَدَيِّ حَتَّى يُنَاجي ... أطهرَ الخَلقِ ذِي الصَّفَاءِ العَهِيدِ (¬4)
وُيرَوِّي شُعُورَهُ (¬5) منْهُ حَتَّى ... يَتَهَامَى الشُّعُورُ بِالتَرْدِيدِ
أَيُّهَا الطيْرُ إِنَّمَا أنتَ قَلب ... منْ عَبِير كمَا فُؤادِ الوَلِيدِ
فَلتُعِرْنِي مِنْ قَلبكَ العَذْبِ قَلبًا ... حَالِمَ الرُّوحِ حَاتِمِيَّ الجُودِ
سَاجِمَ العَيْنِ (¬6) َ بلسَمِيَّ المَعَانِي ... فَائِقَ الشَّوْقِ كيْ يُذِيبَ جَلِيدِي
¬__________
(¬1) الخَزُّ: ما يُنْسَجُ مِنْ صُوفٍ وحرِير خالصٍ.
(¬2) الوجدُ: شِدة الحُبَّ.
(¬3) الأمُلُودِ: النَّاعمُ (الشَّبابُ النَّاعِمُ).
(¬4) العهِيد: القَدِيم.
(¬5) الشُّعُورُ: الحِسُّ.
(¬6) سجمتِ العيْنُ: صَبَّت مَاءَهَا.

الصفحة 723