كتاب الحلل الإبريزية من التعليقات البازية على صحيح البخاري (اسم الجزء: 4)
فقرأت، فقال: «هكذا أنزلت». ثم قال: «إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف (¬1)، فاقرؤوا ما تيسر منه».
6937 - عن عبد الله - رضي الله عنه - قال: لما نزلت هذه الآية {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ ... } [الأنعام: 82] شق ذلك على أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - وقالوا: أينا لم يظلم نفسه؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ليس كما تظنون، إنما هو كما قال لقمان لابنه {يَابُنَيَّ لَا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: 13] (¬2).
6938 - عن عتبان بن مالك قال: غدا عليَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رجل: أين مالك بن الدُخشن؟ فقال رجل منا: ذلك منافق لا يحب الله ورسوله. فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «ألا تقولونه يقول لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله؟ » قال: بلى. قال: «فإنه لا يوافي عبد يوم القيامة به إلا حرَّم الله عليه النار» (¬3).
¬_________
(¬1) الصواب أن الأحرف متقاربة المعنى واختلاف الألفاظ باختلاف لغات العرب مثل «سميع عليم» «عليم خبير» ومثل «هلموا، أقبلوا، تعالوا» هذا هو المعنى.
* ولسد باب الخلاف في الاختلاف جمعت القراءة على حرف واحد في عهد عثمان، وقد أحسن عثمان - رضي الله عنه -.
* القراءات السبع الآن هي داخلة في الحرف الذي جمعهم عليه عثمان، وهي قراءات خفيفة بزيادة ألف ونحو ذلك.
(¬2) الظلم هنا الشرك، وعند الإطلاق الشرك.
(¬3) الميعاد لا مانع من إخلافه إن كان صاحبه أهلًا، والوعد لا يخلفه الله.
* والعرب تتمدح بإنجاز الوعد وإخلاف الميعاد: وإني وإن أوعدته ووعدته لمخلف إيعادي ومنجز موعدي.